عفاف
0 متابع تابعني

A2B

وظل النوخذة واقفا ً عند السياج الحديدي، يراقب برج القيادة، دون أن يرفع صوته مرة أخرى. صعد إلى قمرة القيادة مرة أخيرة، لكن القبطان أشار له ببرودة أن يعود إلى مكان جلوسه، قائلاً: "السيد المسافر، التزامك بالصمت هو الأفضل لك ولنا." عادت الباخرة تمخر عباب البحر بنفس الاتجاه، بينما بدأ النوخذة يحسب بيده على الورقة والقلم، وعلامات القلق تعود إلى عينيه. لم يمر وقت طويل حتى اهتزت الباخرة فجأة اهتزازاً عنيفاً وصوتاً مدوياً، تلاه صرير مرعب، وكأن جسماً صلباً يمزق المعدن. عمت الفوضى والذعر، وتطايرت البضائع، وسقط المسافرون، وأخذت مياه البحر المالحة تتسلل من شقٍ كبير في المقدمة. أدرك القبطان أن النوخذة كان على حق. صرخ بأعلى صوته محاولاً إيقاف الآلات والسيطرة على الكارثة، لكن الأوان كان قد فات. كان النوخذة لا يزال متماسكاً، لكن الحزن والأسى ظهرا على وجهه. اتجه القبطان نحو النوخذة وهو يمسك بغطاء رأسه المتساقط، وعيناه ممتلئتان بالندم، وقال بصوت متقطع: * سامحني... أيها الكابتن... لم أثق إلا بالخرائط..." أجاب النوخذة، وهو يشير إلى البحر الذي ابتلع سفينتهم ببطء: * الخرائط لا تبين كل شيء يا قبطان. البحر لا يغفر الغرور." لم تكد الباخرة تمر ساعتين بعد الاصطدام حتى غاصت بكاملها، ولم ينجُ منها إلا القليل ممن تمكنوا من ركوب قوارب النجدة، وظلت خبرة النوخذة الصادقة شاهدة على عناد القبطان الذي دفع ثمنه باهظاً.

- وصف الشخصية (النوخذة): النوخذة هو الشخصية الرئيسية المحورية في القصة، ويمكن وصفه بما يلي: • خبير ومتبصّر: يتمتع بخبرة ملاحة متوارثة تمكنه من استشعار الخطر بمجرد النظر إلى ميل الشمس والحسابات البسيطة، حتى في غياب الرؤية المباشرة للصخور. • واثق وحازم: يتحدث دائمًا بـ "نبرة واثقة"، ويصر على رأيه بقوله: "خبرتنا أكثر دقة من خرائطهم"، ولا يتراجع رغم استخفاف الطاقم به. • مهيب المظهر: وصفه الكاتب بـ "عقال كبير" و "عباءة (البشت) العربي الأسود المهيب"، مما يضفي عليه هيبة واحترامًا يليق بقائد. • شجاع ومبادر: لم يكتفِ بإبلاغ مساعده، بل اتجه مباشرة للتحدث مع البحّارة بالإنجليزية، ثم رفع صوته "صائحًا بصوتٍ جهوري" في محاولة أخيرة لإنقاذ الموقف، مما يدل على شجاعته وتفضيله للسلامة على التقاليد. الرأي في الشخصية: أرى أن شخصية النوخذة رائعة ومتقنة البناء لعدة أسباب: 1. رمز الخبرة الأصيلة: هو يمثل الإرث المعرفي والخبرة العملية التي لا يمكن للخرائط أو التكنولوجيا أن تحل محلها بالكامل. 2. مصدر الصراع والحل: هو الذي خلق الصراع بإدراكه للخطر، وهو نفسه الذي قدم الحل، مما جعله المحرك الأساسي للأحداث. 3. العامل الثقافي: يمثل النوخذة التراث البحري العربي القادر على تحدي الخبرة الغربية المعتمدة على الأدوات الحديثة (القبطان الإنجليزي)، ويؤكد على مكانة الملاحين العرب في بحر العرب.

أ - المشاعر والأحاسيس التي يستنتجها من هذا البيت هي: • الفخر والاعتزاز: الشاعر فخور جداً بأبناء وطنه لدرجة أنه يدعو "الأسفار" و"التاريخ" ليشهدوا على عظمتهم. • الإعجاب العميق بالعزيمة: استخدام فعل "هَامُوا" (بمعنى أحبوا بشدة أو ذهبوا إليه بتعلق) يوضح إعجابه بتعلق الأبناء بـ "ذرا العز الرفيع" (قمة المجد)، مما يدل على طموحهم غير المحدود. ب - أثر هذه المشاعر بأمثلة ومواقف من الواقع شعور الفخر بأبناء الوطن له أثر عملي كبير: بناء السمعة الدولية: الموقف: يتمثل في سجل الرحلات البحرية للأجداد القدامى (رحلات الغوص والتجارة) التي لم تكن مجرد رحلات تجارية، بل كانت بطاقات تعريف لأبناء الوطن بكونهم أصحاب عزيمة وشجاعة لا تضاهى في البحار البعيدة. الاحتفاء بالمنجزين: الموقف: يظهر في تكريم الدولة والمجتمع للعلماء والمخترعين الشباب الذين يحققون إنجازات عالمية. هذا التكريم يجسد الفخر بـ "هيامهم بذرا العز الرفيع" في العصر الحديث، مما يشجع الأجيال القادمة. الحرص على التاريخ المشرف: الموقف: يتمثل في تدوين ونشر قصص الأجداد والرحالة وتوثيقها في المناهج والكتب (بما يشبه سؤال "الأسفار والتاريخ") للحفاظ على هذا المجد كقيمة وطنية عليا.

الاستدلال: يمكن الاستدلال على هذا المعنى من عدة أبيات، وأقواها: 1. "فَمِنَ البَحْرِ وَمِنْ أَهْوالِهِ / تَغْنَم حَقَّقَهُ أَبْنَاؤُهُ" (حيث حولوا الخطر إلى مكسب 2. "فَهَدِيرُ المَوْجِ يَغْدُو نَغْمًا / لِرِجَالٍ جَهِلُوا مَعْنَى الخُنُوعِ" (وهو الأقوى والأكثر دلالة الرأي في تعبير الشاعر: تعبير الشاعر عن هذا المعنى قوي، ومؤثر، وناجح بامتياز، للأسباب التالية: - بلاغة التشبيه: لقد حول الشاعر "هدير الموج" (الذي يرمز للصعوبة والهلاك) إلى "نغم" (الذي يرمز للسكينة والألفة). هذا التناقض البلاغي يصور قوة العزيمة تحويل المحنة إلى متعة أو تحدي محبوب. - تركيز على العزة: ربط الشاعر هذه القدرة بتحويل الخطر بصفة أساسية لدى الأجداد، وهي أنهم "جهلوا معنى الخنوع". هذا التأكيد يوضح أن العزيمة القوية هي أساس الصمود، وأن القوة الروحية هي التي تتغلب على القوة المادية للطبيعة. - الإيجاز والتأثير: العبارة موجزة ومباشرة، وتنقل المعنى المراد بصدق ووضوح؛ وهي أن صعوبات الحياة لا تؤثر في النفوس التي ترفض الاستسلام

قصة سالم: بطل الكفاح الكويتي في كويت الماضي، حيث كانت الحياة صعبة، نشأ سالم يتيماً. كان شاباً صغيراً لكنه تحمل مسؤولية أسرته. لم يكن يملك سوى شيء واحد قوي جداً: عزيمته، وإيمانه بأن الغد سيكون أفضل. الصراع في البحر لم يكن لدى سالم خيار، فذهب للعمل في البحر، يعمل في سفن الغوص تحت الشمس الحارقة. كان الكفاح قاسياً: برد الليالي، وجوع الأيام، والتعب الشديد. كان ينام على الأرض الخشنة، لكنه يصحو كل يوم بقوة جديدة ليجلب القليل من المال لأمه وإخوته. كان هذا هو الصراع الأكبر في حياته. التحول إلى البناء وبعد سنوات من الكفاح في البحر، ظهرت في الكويت فرصة جديدة: اكتشاف النفط وبدء الإعمار. شعر سالم أن حلمه سيتحقق أخيراً. ترك البحر، وكان من أوائل من عملوا في البناء. عمل بكل إخلاص، مستخدماً نفس القوة التي كان يغوص بها في الأعماق. أصبح سالم رمزاً للنجاح. بفضل عمله الجاد وتفانيه، تحول من طفل يتيم في زورق صيد إلى رجل أعمال ناجح ساهم في بناء مدينته الجديدة. العبرة والمغزى 1- قوة الإرادة: النجاح لا يحتاج إلى ثروة تبدأ بها، بل يحتاج إلى عزيمة قوية. 2- الكفاح يؤتي ثماره: الكفاح في الماضي هو ما صنع مجد الحاضر. لا يوجد نجاح بلا جهد وتعب.

استيقاظ من غفلة كان حلماً غريباً قاسياً، كنت فيه إنساناً عاجزاً بلا أهل ولا مأوى. استيقظت منه خائفاً، ولم يكن استيقاظي من نوم، بل كان استيقاظاً من غفلة، من حياة ملؤها التذمر والجحود ونكران النعم. كان فارس شاباً يملك كل شيء، لكنه لم يتوقف يوماً عن التذمر. يشتكي من الطعام والخدمة، وينتقد والده الحكيم على كل صغيرة وكبيرة. ذات ليلة، وبعد شجار عنيف مع والده حول "نقص" في غرفة نومه الفخمة، خرج فارس غاضباً إلى حديقة القصر الباردة، وجلس على مقعد حجري ثم غفا. بدأ الحلم القاسي. وجد فارس نفسه فجأة في شارع مظلم وموحش. شعر بالبرد يمزق جسده، وجوعه ينهش معدته. لم يكن يملك أي شيء: لا بيت، لا أهل، لا حتى جدار يحميه. حاول أن يستعطف المارة، لكنهم تجاهلوه. كان يشعر بالعجز والوحدة المطلقة. أدرك كم هي عظيمة نعمة الفراش الدافئ والماء النظيف، التي كان يتذمر منها يومياً. ارتجف فارس وفتح عينيه فجأة. كان لا يزال في حديقة قصره. لم يكن شعوره بالخوف ناجماً عن نوم عابر، بل كان استيقاظاً من الغفلة التي عاشها طويلاً. هرع فارس إلى داخل القصر، بحث عن والده الذي كان يستعد للنوم. عانقه بحرارة ودموعه تسيل، قائلاً: "أبي، سامحني. لقد أيقظني الله من غفلتي. أدركت اليوم أني كنت جاحدًا لنعم لم أستحقها. لن أتذمر ثانية". المغزى: النعم الحقيقية ليست في الكمال المادي، بل في الأمان والأهل والمأوى. التذمر يحجب عنك رؤية ما لديك، والشكر هو مفتاح السعادة.

يُمكن تلخيص دور الفرد في ثلاثة محاور رئيسية: 1. الوعي والإدراك: فهم أن الماء العذب في الكويت (رغم توفره) هو نتاج عملية معقدة ومكلفة (التقطير والضخ)، وليس "هبة أبدية" بسيطة، كما كان الحال أيام الأجداد الذين عانوا من ندرته. 2. التغيير السلوكي: تعديل العادات اليومية التي قد تبدو صغيرة ولكن تأثيرها التراكمي ضخم، مثل تقليل وقت الاستحمام أو إغلاق الصنبور أثناء غسل الأسنان. 3. الرقابة والصيانة: متابعة أي تسريب أو هدر في المنزل أو الحي، والإبلاغ عنه فوراً، حيث أن قطرات الماء المهدرة تتحول إلى آلاف الغالونات شهرياً. من أهم الاقتراحات تبني سلوكيات واعية يوميًا، مثل: تركيب مرشدات استهلاك على الصنابير والدش لتقليل تدفق المياه، إغلاق الصنبور أثناء تنظيف الأسنان أو الحلاقة لتوفير آلاف اللترات سنويًا، واستخدام نظام الري بالتنقيط وري الحدائق في الصباح الباكر أو المساء لتجنب التبخر. كذلك، من الضروري فحص شبكة المياه المنزلية بانتظام للكشف عن أي تسريبات خفية قد تهدر كميات كبيرة من الماء دون شعور، وأخيرًا، يجب تعليم الأبناء قيمة الماء وحكايته في الكويت لغرس ثقافة الترشيد فيهم منذ الصغر.