نصوص الاستماع عربي ثامن الفصل الأول
الوحدة الاولى : حمام الزاجل
بدأ الناس في تربية الحمام منذ آلاف السنين. وقد نجح المربون – عبر القرون في تنمية أنواع كثيرة من الحمام لأغراض مختلفة. وقد ربي الحمام
للغذاء, وحمل الرسائل, والتسابق, والترفيه, والاستعراض. ويستخدم الناس حمام الزاجل في حمل الرسائل, وفي السباق, ولهذا النوع قدرة ملحوظة
على أن يعود إلى أبراجه التي تربى فيها مهما بعدت المسافات بينه وبينها. ويستخدم الحمام الهادي في حمل الرسائل. وتتميز هذه الطيور الكبيرة
والسريعة بوجود ثنيات جلدية حول المنقار والعينين. حمام الزاجل سلالة خاصة من الحمام الذي يربى للسباق ولحمل الرسائل. ويطلق أحبانا على هذا
الحمام اسم هومرز. ويمكن تدريبه على العودة إلى مسكنه بأخذه إلى مسافة بعيدة عنه, ثم إطلاق سراحه. لا يستطيع أحد أن يؤكد كيف يتبين
الحمام والطيور الأخرى طريقها وسط الأراضي الغريبة لتصل إلى موطنها. وقد عرف عن حمام الزاجل أنه يستطيع الطيران أكثر من ١،٦٠٠ كم في
اليومين. وهذا لا يمنحه للبحث العشوائي, لذلك, فهو يتبنى بشكل أو بآخر الاتجاه الصحيح الذي يتعين أن يأخذه. ويعتقد البعض أن تلك الطيور تملك
قوة غريبة توجهها إلى المجال المغنطيسي للأرض, إلا أنه ليس هناك ما يؤكد ذلك, والعض الآخر يعتقد أن وضع الشمس هو الذي يرشدها ولم
تتضح كيفية ذلك, ويمكن أن تضل الطيور طريقها في الجو المصحوب بالغيوم والضباب. و حمام الزاجل له قدرة فائقة لتذكر العلامات المرئية ، ولكن
ذلك لا يفسر قدرة التحليق فوق بلاد غير مألوفة. اعتنى العرب بحمام الزاجل لنقل رسائلهم البريدية, وجعلوا لها إدارات تشرف على الحمام في أنحاء
الدولة الإسلامية, وعمال يراقبون وصول الحمام في الأبراج وسفره. وكان أول استخدام لحمام الزاجل في الموصل بالعراق ، ثم مصر في عهد
الفاطميين ثم العباسيين
وكان العرب يشدون الرسالة تحت جناح الحمامة أو إلى ذيلها ، وكانوا يحتاطون عند إرسالهم للرسائل المهمة بكتابة صورتين من الرسالة ترسلان مع
حمامتين تطلق الثانية عقب الأولى بساعتين, حتى إذا وصلت إحداهما أو قتلت أمكن الاعتماد على الأخرى, وكانوا لا يطلقون الحمام في الجو
الممطر, ولا يطلق إلا بعد أن يغذى الغذاء الكافي. أما إذا كانت الرسالة مضمنة أخبارا عسكرية فكانوا يضعون الرسالة في غلاف صغير من الورق
المزيت أو بكيس من الجلد الرقيق ، ويعلقونها في عنق الحمامة أو في جوف ريشه يربطونها بالريشة المتوسطة من ذنب الحمامة ، إلا أن الرسالة
في هذه الحالة تكون صغيرة وقصيرة جدا. وكان الإيجاز أهم مميزات رسائل حمام الزاجل, فقد كان يستغنى فيها عن البسملة ، والمقدمة واللقب, و
كتفي بذكر التاريخ والساعة وموضوع الرسالة باختصار شديد. وهذه نبذة تاريخية لحمام الزاجل فقد كان يحمل الرسائل لقدماء المصريين و الفرس منذ
۳۰۰۰ عام. وفي اليونان كان الحمام يحمل أخبار انتصارات الألعاب الأوليمبية إلى مختلف الدول. واستخدم الرومان الحمام لإرسال الرسائل العسكرية.
كما استخدم الفرنسيون حمام الزاجل في الحرب الفرنسية الروسية ، كما قام الألمان بتدريب الصقور على الإمساك بها. وقد قام حمام الزاجل بخدمة
سلاح الإشارة الأمريكي في الحربين العالميتين الأولى و الثانية ، وفي الحرب الكورية. وقد سجلت الحرب العالمية الأولى قصصا مذهلة عن قيام
حمام الزاجل بتوصيل الرسائل أثناء القتال. فقد حملت حمامة رسالة من على بعد ٤٠ كم في ٢٥ دقيقة ، ووصلت مقطوعة الرجل وجريحة الصدر إثر
رصاصة.
5-1 كله خير
يُحكى أن ملكاً كان له وزير يردد دائماً عبارة" كله خير" وذات يوم.... قطع إصبع الملك فقال له الوزير كله خير ، فغضب الملك
فأين الخير في قطعإصبعه ؟
وقرر حبس الوزير في زنزانة ورغم ذلك قال الوزير مجدداً: كله خير. وكان من عادة الملك أن يذهب في جولة كل جمعة ليرفه عن نفسه ، وذهب في
إحدى الجولات إلى أحد الأماكن ، وكان يسكن المنطقة مجموع وعة يعبدون الأصنام فأمسكوا به وقرروا تقديمه قرباناً لصنمهم وحين هموا بذبحه
وجدوا إصبعه مقطوعاً ، فأجمعوا أنه لا يليق بصنمهم أن يقدموا له قرباناً ليس كاملاً ثم أطلقوا سراحه ، وفور رجوع الملك توجه لوزيره الذي سجنه
وأخرجه من الزنزانة ، وحكي له القصة ثم سأله ، إن كان الخير لي في نجاتي منهم بسب أصبعي ، فأين الخير الذي وجدته أنت في السجن ؟
فقال له الوزير: وجدت الخير بأني لم أذهب معك اليوم وإلا كنت أنا القربان المقدم للصنم اليوم وهكذا نجد أن كل ما يصيبنا من خير أو نفع هو خير لنا
من الله.
4-1 سفينة الصحراء
استأنس الإنسان الجمل قديما واعتمد عليه في أموره المعيشية ، فكان مصدرا للرزق ، ووسيلة للمواصلات ، وعتادا للحرب ، وقد ذكر الإبل في القرآن
الكريم في أكثر من موضوع ، و في بعض آياته ذكره – سبحانه- ليبين للناس قدرته في الخلق. وقال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: ( الإبل عز
لأهلها) ، فقد اعتبر الرسول الكريم الإبل ثروة قومية ، وأثنى على أصحاب الإبل ، وأوصى بالمحافظة عليها واعتمدت القبائل العربية على الإبل
اعتمادا كبيرا ، فهي تحصل منها على اللحم و اللبن والوبر الذي يستخدم في صنع الملابس و الخيام ، وفوق ذلك كانت الإبل وسيلة العرب التي لا
يستغنون عنها في أسفارهم و تنقلاتهم عبر الصحراء ؛ ولذا سمي الجمل) سفينة الصحراء)... وفي عصرنا الحديث تستخدم الإبل كذلك في مجالات
الترويح ، حيث سباقات الهجن المعروفة ، وفى الأماكن السياحية والترفيهية و الأثرية تتمتع الإبل بشكل عام بطبائع هادئة ، وهي ذات ذكاء عال ، و
الإناث أهدأ طبعا من الذكور ، و الإبل تشارك صاحبها الخوف ، فإذا خاف اضطربت و مدت أعناقها لتتحسس مصدر الخطر ، و أحيانا تنذر أهلها بوجود
خطر على وشك الوقوع ، حيث تنهض وتتجه بأعناقها في جهة العدو المهاجم ، ويبدو عليها الاضطراب ، فيدرك صاحبها أن هناك عدوا قادما
فيستعد له. ولكن هدوء الجمل وصبره لهما حدود ، فإذا أذاه صاحبه بدرجة متكررة فسرعان ما ينقلب إلى وحش يأخذ ثأره! وللابل حكايات تاريخية
كثيرة ، منها:ناقة النبي صالح- عليه السلام ، وهذه الحكاية مذكورة في القرآن الكريم ، وأيضا حكاية عن الإبل التي كان يمتلكها سيد قريش" عبد
المطلب" جد النبي- صلى الله عليه وسلم ، وحكايات الإبل مع رسولنا الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر من مكة المكرمة إلى المدينة
المنورة يصبحه في هذه الهجرة المباركة صاحبه" أبو بكر الصديق"- رضي الله كانت هذه الهجرة على ناقتين ، فشرف الله- تبارك وتعالى- هذا النوع
من الحيوانات بتلك الهجرة العظيمة. و ناقة الرسول- صلى الله عليه وسلم- كانت تسمى" القصواء" كانت جميلة المنظر وسريعة العدو. وكان أول
شيء فعله رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند وصوله إلى المدينة المنورة هو بناء مسجد لصلاة المسلمين فيه ، وليدير- صلى الله عليه وسلم
أمرهم من هذا المسجد فمنذ وصوله على ناقته ، كان كل واحد من أهل المدينة يتمنى أن يقيم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في بيته فيمسك
بزمام الناقة ، ولكن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يقول لهم:" خلوا سبيلها فإنها مأمورة" أي إن تحركها وسكونها بأمر من الله- عز وجل-
حتى أتت الناقة على دار" بني النجار" فبركت الناقة ، وكانت الدار الغلامين يتيمين ، فاشترى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منهما الدار ، وشرع
في بناء المسجد مكانه مع أصحابه الكرام ، وكانوا يعملون معا فرحين مبتهجين والرسول الكريم ينشد ويقول:" اللهم إلا عيش الآخرة ، فارحم الأنصار
والمهاجرة". ويكفي لهذا الحيوان فخرا أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دخل مكة فاتحا وهو يعلو ظهر ناقته
5-1 الحلم المربح
في بعض الأحيان تكون لأحلام الكوارث نهايات سعيدة ، مثال ذلك الحلم الذي رآه جوليوس ديتمان في ٥ أبريل ١٩٥٦ م. كان متجر السيد ديتمان يقع
في شارع أونتاريو بكليفلاند ، في ولاية أوهايو ، في ذلك الوقت كانت مؤسسة جراجات كليفلاند قد بدأت إقامة مبنى ضخم بالضبط إلى جوار متجر
دیتمان ذات ليلة رأى ديتمان في نومه ، أن الجراج الضخم إنهار فوق متجرة فجأة ، فأحال المتجر إلى كوم من التراب كان الحلم على درجة كبيرة من
القوة والوضوح ، مما دفع السيد ديتمان صباح اليوم التالي إلى توقيع وثيقة تأمين على متجره بمبلغ ۱۲۰ ألف دولار ، بشرط أن تدفع له إذا ما حدث
ما يعطل العمل في متجره ، في تمام الثالثة بعد ظهر الجمعة ٦ أبريل ١٩٥٦ م ، تسلم السيد ديتمان نسخته من وثيقة التأمين ، وفي الساعة
السابعة من صباح السبت ٧ أبريل ، تداعى المبنى الجديد للجراج ، وهبطت مقدمة المبنى الذي لم يكتمل بعد ، فوق متجر السيد ديتمان بثمانية
أقدام. وقد أمرت السلطات بإزالة المبنى المتداعي وأن يغلق متجر ديتمان طوال فترة إزالة المبنى ، وهكذا كان على شركة التأمين أن تدفع للسيد
ديتمان قيمة وثيقة التأمين بفضل حلم رآه.
نصوص الوحدة الثانية
2-1 قاعدة ارشميدس
وليد طالب مجتهد ، محب لمادة الرياضيات ، جلس مع والده ليذاكر مادة الرياضيات ، وبينما هو يجيب عن مسألة رياضية صعبة فإذا به يصيح وجدتها..
وجدتها ، رد عليه والده ما الذي وجدته يا أرشميدس ؟ نظر إليه وليد بتعجب وقال: عفوا يا والدي هل هذا مديح أم هجاء ؟ قال والده: بل هو مديح
لك ولعالم أحدث تغييرا في مجرى التاريخ. وليد: تقصد أرشميدس ؟ الوالد نعم يا بني ، فاسمح لي أن أضيف لمعلوماتك هذه المعلومات عن أكبر
الرياضيين والمخترعين في العالم القديم. وليد: تفضل يا والدي ، فأنا أستمتع بما تقدمه لي من ثقافات ومعلومات أثناء المذاكرة الوالد هذا ما يجب
علينا يا عزيزي نقضي الأوقات بما هو مفيد وممتع. العالم أرشميدس ولد في مدينة سراقوسة في جزيرة صقلية ، ودرس في مدرسة الإسكندرية
التي أنشأها إقليدس قبل أن يولد أرشميدس بحوالي ٥٠ عاما ، ولما عاد إلى بلده اشتغل في حل المسائل الهندسية. وهناك قصص عديدة تروى عن
اختراعات أرشميدس ، منها أنه صنع مرآة أحرق بواسطتها مراكب الرومان التي كانت تهاجم سراقوسة ، ومنها اللولب الذي استخدم لرفع الماء من
الأماكن المنخفضة لري الأرض ويعرف باسم لولب أرشميدس وهو معروف في مصر الآن باسم الطنبور". على أن أشهر القصص هي قصة اكتشافه
للمبدأ المعروف باسم قاعدة أرشميدس. وتتلخص هذه القصة في أن صديقه ملك سراقوسة كان قد كلف صائغا بصنع تاج له من الذهب الخاص,
فلما أحضر التاج أراد الملك أن يعرف إن كان الصانع قد غشه واستخدم معدنا آخر مزجه بالذهب. فكلف أرشميدس باختبار التاج. لكن المهمة كانت
صعبة ، إذ لم يكن التحليل الكيميائي معروفا في ذلك الوقت وتصادف أن كان أرشميدس غامرا جسمه بالماء ، فلاحظ أن الماء يدفع رجله إلى أعلى
كلما غطسها فيه ، وأن الماء الذي يملأ الحوض كان يفيض فلمحت في ذهنه فكرة لماذا لا يستفيد من ملاحظته هذه في إيجاد طريقة لفحص التاج ؟
وكان مسرورا جدا لاكتشافه ، وذهب إلى داره وهو يصيح: بلغته" يوريكا يوريكا.." أي وجدتها... وجدتها ، ولما وصل بيته ملا إناء بالماء وغطس التاج
فيه ، ثم كرر التجربة باستخدام كتلة من الذهب الخاص تساوي التاج في الوزن ، فوجد أن كمية الماء الذي فاض عن الإناء في الحالة الأولى مختلفة
عن كمية الماء التي فاضت في الحالة الثانية ، واكتشف بذلك غش الصائغ وليد: معلومات رائعة علمتني وجوب الملاحظة وضرورة الانتباه. شكرا لك يا والدي.
2-1 اختراع كويتي
قدم جاسم عبر إذاعة المدرسة موضوعا كتبه من مصادر علمية حول أحد الاختراعات الكويتية المشرفة بعنوان:" اختراع كويتي" قال فيه: تعتز الكويت
بأبنائها المبادرين في مختلف المجالات ، وتهيئ كافة الإمكانات و الفرص لتفوقهم ونجاحهم وإكسابهم القدرة على المنافسة ، من خلال العديد
من الوسائل الفاعلة والمراكز الحاضنة لأصحاب المواهب ، ومنها مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع. ومن هؤلاء المبدعين المهندس: عادل عبد
المحسن الوصيص الفائز بالميدالية الذهبية بالمعرض الدولي للاختراعات والإبداعات في التقنيات ( ايتكس ( ۲۰۱۷) الذي عقد في ماليزيا عن اختراعه"
حزام الأمان للأماكن الشاهقة" الذي يخدم فرق الإنقاذ أثناء أداء مهامهم ، ويعزز من إجراءات الأمن والسلامة في المستشفيات والمباني وحزام
الأمان يتميز بسهولة الارتداء عند حدوث الحرائق والمباني والأبراج الشاهقة ، ويساعد على إنقاذ الناس من خلال كسر زجاج النوافذ المضغوطة
والنزول إلى الأسفل بشكل أمن وسهل ، وهو مناسب لجميع الفئات العمرية نظرا لسهولة استخدامه ، حيث الفكرة من الاختراع هو أن يقوم الشخص
بإنقاذ نفسه بنفسه دون الحاجة إلى انتظار وصول رجال الإطفاء والإنقاذ. وقد تم تطوير هذا الاختراع بتوجيه من مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع
وذلك بإضافة اختراع أخر وهو:" المطرقة الهوائية". وذلك لكسر زجاج النوافذ المضغوطة بطريقة سهلة وبشكل امن المخترع المهندس: عادل عبد
المحسن الوصيص يمثل أحد أبناء الكويت المبدعين القادرين على إثبات وجودهم ، ورفع اسم وطنهم في مختلف المحافل النشاطية الدولية ، ويعتبر
اختراعه من الإنجازات التي تحقق المزيد من تعزيز مكانة الكويت الحبيبة عالميا. صفق له المدير والمعلمين والطلبة ، وأثنى على موضوعه مشرف
الإذاعة وكافاه بشهادة تقدير عنوانها: أفضل موضوع لشهر مارس.
الهاتف
جلست الأسرة تنتظر أول اتصال من ابنها جاسم الذي يدرس الطب في الخارج. فأخذ كل واحد يجهز الكلمات المناسبة التي تعبر عن مدى الشوق
واللهفة لابنهم جاسم ، بل ما زاد في الأمر متعة صغير العائلة بشار الذي لبس ملابس جديدة ، وتعطر بالعطور الخاصة ، بل أنه أطال النظر في
المرأة وهو يمشط شعره. فجأة رن الهاتف و رد الوالد فرحا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طبيب العائلة
رد جاسم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته رب الأسرة الكريمة وعميدها. تبادلت الأسرة السلام والكلام مع ابنها الجاد في الدراسة والغالي إلى
نفسها ؛ فهو مثال طيب للابن البار لكل أفراد أسرته. انتهى الاتصال وكان شعور الأسرة ما بين فرحة و اشتياق ، أما صغير العائلة فظل مفكرا طويلا
وهو ينظر إلى نفسه في المرآة ، مستغربا قائلا بصوت عال: لماذا لم يرني جاسم ولم أره ؟ التفتت الأسرة إليه ضاحكة و رد عليه والده: حسنا يا آخر
العنقود في المرة القادمة سلبي رغبتك ويكون الاتصال مرنيا تراه ويراك. رد صغير العائلة: حقا يا والدي
تداخلت الأم معهما قائلة: نحمد الله يا بني أن سخر لنا هذا الجهاز الذي جعل الأرض كقرية صغيرة. ويكون الاتصال والتواصل سهلا. صغير العائلة:
ولكن كيف تم اكتشاف هذا الجهاز الرائع يا أمي ؟ ومن هو مكتشفه ؟
الأم:
ساقرا عليك من هذا الكتاب بعض المعلومات عن مراحل اكتشاف الهاتف. فاستمع و أحسن الاستماع. قبل الاهتداء إلى ابتكار الهاتف ، كان البريد أو
الانتقال عبر المكان هو الطريقة الوحيدة للتواصل بين البشر عن بعد لوقت طويل حلما بعيد المنال.
و يفضل تراكم المعارف وتتابع الابتكارات في القرن الماضي ، فكر العديد من العلماء في إمكانية تحويل موجات الصوت إلى إشارات كهربائية تنقل
عبر الأسلاك ، قبل أن ، تتحول إلى موجات صوتية من جديد..
وبسبب كثرة العلماء والمخترعين الذين عملوا على ابتكار الهاتف في الوقت نفسه ، صار من العسير تقدير مساهمة كل منهم في خروج تلك الآلة
الرائعة إلى الوجود. ففي عام ١٨٧٤ م أتم الأمريكي ( إليشا جراي ( نموذجه للهاتف ، وتقدم لنيل براءة الاختراع ، والتي منحت آخر الأمر للأمريكي ذي
الأصول الاسكتلندية ( الكسندر جراهام بل). حيث عكف المبتكر الشاب) جراهام بل ( في معمله طويلا على إجراء أبحاثه وفي العاشر من مارس عام
١٨٧٦ م ، تحدث) بل ( عبر الله الناقلة للصوت من طابق منزله الأعلى ، مع مساعده) واطسون) ( الذي استمع إلى من يقول له: ( أقبل إلى هنا.. أريد
أن أراك) ( لتكون تلك الكلمات البسيطة أول نقل هاتفي ناجح للصوت.
أصاب الهاتف في بدايته كل من يراه بالذهول ، فلم يكن سهلا التسليم بقدرة اختراع بشري على نقل الصوت عبر المسافات الهائلة ، غير أن الهاتف
سرعان ما عرف طريقه إلى الانتشار والتطور كان الهاتف في سنوات تواجده الأولى يعمل من خلال فتحة صوت واحدة لاستقبال وإرسال الصوت ،
قبل أن يتم استخدام زوج من فتحات الصوت للهاتف الواحد. بعد نجاح عدد من العلماء ، وفي مقدمتهم" جراهام بل في اختراع الهاتف ، ونجاح"
نيكولاي" تسلا" و" ماركوني" في اختراع المذياع ، كان من الطبيعي أن يفكر المبتكرون في المزج بين الاختراعين متتابعت الأبحاث الهادفة إلى ابتكار
الهاتف المحمول منذ عام ١٩٤٧ م ، وفي عام ۱۹۷۳ نجح الأمريكي" مارتن كوبر" ، الباحث في شركة" موتورولا" في تصميم أول هاتف محمول ، وهو
لذي عرف باسم" الهاتف الحذاء" تسارعت عمليات تطوير الهاتف المحمول ، فأصبح أصغر حجما ، وصار قادرا على إرسال واستقبال ملفات النصوص
والصور والموسيقى ، وعرض الإرسال التلفزيوني والمواد الفيلمية ، مع إتاحة إمكانية رؤية الآخرين ، وليس فقط تبادل الحديث معهم.
ص13
