سورة المنافقون
هي سورة مدنية، من المفصل، آياتها 11، وترتيبها في المصحف 63 ، في الجزء الثامن والعشرين، تبدأ بأسلوب شرط وإذا جاءك المنافقون، نزلت بعد سورة الحج. وتتحدث عن المنافقين وصفاتهم.
سبب تسمية سورة المنافقون بهذا الاسم:
وقد سميت سورة المنافقون بهذا الاسم نسبة إلى المنافقين الذين افتتحت السورة بالحديث عنهم، ثم تحدثت وبينت صفاتهم وأحوالهم ومواقفهم المتعددة والمعادية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم۔ وللإسلام.
سبب نزول سورة المنافقون
ورد في كتاب الوسيط أن بعض آيات سورة المنافقون نزلت فيغزوة بني المصطلق، والتي كانت في السنة الخامسة من الهجرة، وبعض العلماء أوردوا أنها نزلت في غزوة تبوك، وهو قول ضعيف سبب نزول آية: هم الذين يقولون لا تنفقوا من عند رسول الله حتى ينفضوا قد ورد في كتب أسباب النزول والتفسير سببا لنزول تلك الآية وهو قصة من القصص التي أظهرت نفاق بعض الناس وإيمانهم الظاهر وما يخفون في قلوبهم من كفر وحقد، فعن زيد بن الأرقم أنه في يوم من الأيام كانوا في غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معهم بعض من الأعراب، وكانوا يسارعون إلى جلب المياه، وكان أحد الأعراب يسارع إلى ملء الحوض، ويجعل حوله حجارة ويغطيه بقطعة من الجلد؛ ليمنع غيره من الاقتراب منه. ثم جاء أحد من الأنصار ليروي ناقته، فأبعد الحجر عن الحوض ففاض الماء، فضربه الأعرابي بقطعة من الخشب على رأسه وجرحه، فذهب الأنصاري إلى سيد المنافقين وهو عبد الله بن أبي، وأمر أصحابه بألا ينفقوا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد أن يتفرق الأعراب من حول رسول الله، ثم قال لأصحابه: عندما نعود إلى المدينة سيخرج منها الأعز ويقصد نفسه- الأذل ويقصد النبي محمد. فسمع زيد قول عبد الله بن أبي فأخبر عمه بذلك، فقام عمه بإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما استفسر النبي من عبد الله عن قوله حلف -أي عبد الله - وأقسم أنه لم يقل ذلك فصدقه رسول الله وكذب زيد، فلام العم زيد، وقال له إنك لم تحصل من كذبك وافترائك سوي كره رسول الله والمسلمين لك، ثم اكتشف رسول الله في ما بعد كذب عبد الله وصدق زيد، وقرأ بداية سورة المنافقون إلى أن وصل إلى
قوله تعالى: {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهو]، وقد جاء في رواية أخرى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزا بني المصطلق، فأقبل رسول الله مع أصحابه على حوض ماء لبني المصطلق يدعى المريسيع، وكان معهم عمر بن الخطاب وأجيز له من بني الغفار، فاصطدم أجير عمر مع رجل من الخزرج واقتتلا، وكل منهما نادى أصحابه، فجاء رجل من المهاجرين -كان فقيرا- وأعان الغفاري، فغضب عبد الله بن أبي منه، فقال عبد الله بن أبي عندما ترجع إلى المدينة سوف يخرج الأعز ويقصد نفسه منها الأذل ويقصد رسول الله، ونهر قومه ولامهم بمقاسمتهم لهم بلادهم، وقال لا تنفقوا حتى ينفضوا من حول رسول الله؛ فسمع ذلك الكلام زيد بن الأرقم وأخبر به رسول الله، فسأل عبد الله عن كان ذلك الكلام صحيا، فأقسم بأنه
لم يقل ذلك فصدقه رسول الله؛ فأنزل الله الآية السابقة في تكذيب عبد الله وتصديق زيد.كما ويمكنك التعرف على ما ورد في فضل سورة المنافقون بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة المنافقون