مفتاح شخصية عمر (الفهم والاستيعاب)

1
مفتاح شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفتاح الشخصية هو الأداة الصغيرة التي تفتح لنا أبوابها وتنفذ بنا وراء أسوارها وجدرانها، وهو كمفتاح البيت في كثير من المشابه والأغراض، فيكون البيت كالحصن المغلق مالم تكن معك هذه الأداة الصغيرة التي قد تحملها في أصغر جيب، فإذا عالجته فلا حصن ولا إغلاق! وليس مفتاح البيت وصفاً له ولا تمثيلاً لشكله واتساعه، وكذلك مفتاح الشخصية ليس بوصف لها ولا بتمثيل لخصائصها ومزاياها، ولكنه أداة تنفذ بك إلى داخائلها، ولا تزيد. ولكل شخصية إنسانية مفتاح صادق يسهل الوصول إليه أو يصعب على حسب اختلاف الشخصيات... وهنا أيضاً مقاربة في الشكل والغرض من مفاتيح البيوت... فرُبَّ بيت شامخ عليه باب مكين يعالجه مفتاح صغير، ورُبَّ بيت ضئيل عليه باب مزعزع يحار فيه كل مفتاح.. فليست السهولة هنا ملعقتين بالكبر والصغر، ولا بالحسن والدمامة، ولا بالفضيلة والنقيصة... فرُبَّ شخصية عظيمة سهلة المفتاح، ورُبَّ شخصية هزيلة ومفتاحها خفي أو عسير. وقد يحيرنا الرجل الذي قيل في وصفه مثل ما قيل في ابن عباد: لا تمدحن ابن عباد وإن هطلت يداه بالجود حتى شابه الديـما فإنـها خطرات مـن وساوسه يعطي ويـمنع لا بخلاً ولا كرما فإننا لا نستطيع أن ننفذ منه إلى مواضع اللوم أو الثناء، ولا ندري حقاً أعمله من الكرام أم من البخل، ومن الرفعة أم من الخسة، ومن الشجاعة المحمودة أم من الجبن المذموم؟ وغاية ما ننتهي إليه أن نفض المشكلة بكلمة واحدة هي الوسواس، وهي حيلة تلجئنا إليها قلة الحيلة، لأن تفسير الأعمال بالوسواس يفيدنا في تقدير صاحبها وتقدير أعماله وأخلاقه، ولكنه تفسير له معنى واحد في النهاية: وهو ترك التفسير. قد تحيرنا هذه الشخصية المنقوصة ولا تحيرنا الشخصية الكاملة التي تروعنا بفضائلها ومزاياها، ثم نستغرب منها فضيلة أو مزية بالقياس إلى انتظام عملها واتصال أثرها كالشمس الطالعة تروعنا بإشراقها في أوقاتها وبروجها، ثم لا تحيرنا لمحة عين كما تحيرنا الذبالة الضئيلة تومض لحظة وتختفي من بعيد. وفي اعتقادنا أن شخصية عمر من أقرب الشخصيات العظيمة مفتاحاً لمن يبحث عنه، فليس فيها باب معضل الفتح وإن اشتملت على أبواب ضخام. إن إيمان عمر هو الضابط الذي يسيطر على أخلاقه وأفكاره كما يسيطر على دوافعه وسوراته، ولكن الذي نريده بمفتاح الشخصية شيء آخر غير معرفة الضابط الذي يسيطر عليها، نريد به السمة التي تميزه بين العظماء حتى في الإيمان وسيطرته على الأخلاق والأفكار والدوافع والسورات، فإن الإيمان ليقوى في نفوسٍ كثيراتٍ ثم تختلف آياته وشواهده باختلاف تلك النفوس، وهنا نبحث عن (مفتاح الشخصية) لنعرف به الفارق بين الإيمان في طبيعة عمر وبين الإيمان في طبائع غيره من الأقوياء. وإذا ارتقينا من هذا إلى النظام الأشمل، والتقسيم الأعم الأكمل، فهناك عمر بن الخطاب الذي دون الدواوين وأحصى كل نفس في الدولة الإسلامية كأدق إحصاء رعاه الموكلون بالتجنيد في العالم الحديث. فما من رجل أو امرأة أو طفل إلا عرف اسمه وعرف مكانه وعرفت حصته من بيت مال المسلمين، وما من مجاهد إلا عرفت له رتبته من السبق والتقديم على حسب المراتب التي يمتاز بها الجنود... فالحاضرون في وقعة (بدر) هم المقدمون بين المجاهدين، والحاضرون في (الحديبية) يأتون بعدهم في التقديم، والذين اشتركوا في حرب الردة يأتون بعد هؤلاء وهؤلاء، والذين حاربوا في معارك الروم والفرس ومعهم أبناء الغزاة في (بدر) يلحقون بمراتب هؤلاء المتقدمين، وقس على ذلك ما يليه من سائر المراتب في حقوق التقديم والتقسيم. ثم هناك عمر بن الخطاب الذي عشر الجنود، أي جعلهم عشرات عشرات، ثم قسمهم إلى كتائب وبنود. وهناك عمر بن الخطاب الذي لم يدبر قطُّ تدبيراً كبيراً أو صغيراً في شؤون الدولة إلا بنظام لا يختل أو على أساس لا يحيد. وقد كانت له طريقة الجند في التصرف السريع الذي ينفذ إلى الغرض من أقرب طريق، فلما تشاور المسلمون ماذا يصنعون بسهيل بن عمرو خطيب المشركين يومئذ، وأقدر الخائضين منهم في الإسلام. قال عمر بن الخطاب (يا رسول الله!. انزع ثنيتيه السفليتين فلا يقوم عليك خطيباً أبداً) وكان سهيل أعلم – أي مشقوق الشفة السفلى – فإذا نزت ثنيتاه فقد عجز عن الخطابة من غير حاجة إلى عهد أو تحذير أو شغل شاغل بإسكاته والرد عليه. والقضاء لم يكن من لوازم (الطبيعة الجندية) وإن تولا القادة والجند في أيام الفتن والأيام التي تقام فيها الدول الناشئة والنظم الجديدة. ولكن كم من قضية لعمر بن الخطاب تذكرنا بالقضاء العسكري الذي يمنع الضرر من أقرب الطرق ويحمي الأكثرين بالحد من حقوق الأقلين. وقد كان له في قضائه ذلك الحزم الذي يقطع اللجاجة وينهض بالحجة على كل ذي خلاف كلما اشتجر الخلاف: كتب إليه أبو عبيدة من دمشق أن عمرو بن معد يكرب وأبا جندل وضراراً وجماعة من علية القوم والوجوه شربوا الخمر ، وسئلوا فأجابوا: (إننا خيرنا فاخترنا). قال: (هل أنتم منتهون؟)، ولم يعزم... وكأن أبا عبيدة تحرَّج من عقاب هؤلاء العلية فرفع أمرهم إلى الخليفة يستفتيه. فلم يلبث البريد أن بلغ المدينة حتى عاد إليه يأمره أن يدعوهم على رؤوس الأشهاد ويسألهم سؤالاً لا يزيد عليه ولا ينقص منه: (أحلال الخمر أم حرام؟) فإن قالوا حرام فليجلدهم، وإن قالوا حلال فليضرب أعناقهم. فقالوا: بل حرام، فجلدوا وتابوا.
أ

حدد المقصود بمفتاح الشخصية،

ب

ما هو ضابط الشخصية كما ورد في النص :

ج

السمت العسكري كان فطرة في شخصية عمر، دلل على ذلك.(الخشونة)

د

وضح علاقة ما بين قوسين بما قبله. شخصية عمر من أقرب الشخصيات العظيمة مفتاحاً، (فليس فيها باب معضل.)

ه

وضح علاقة ما بين قوسين بما قبله. من أقرب الشخصيات العظيمة مفتاحاً لمن يبحث عنه، (فليس فيها باب معضل الفتح)

و

وضح علاقة ما بين قوسين بما قبله. لأن من كثر ضحكه (قلت هيبته)

ز

اختر الجملة الصحيحة من بين الجمل الآتية:

ح

حدد نوع الصورة البيانية في الجملة: يكون البيت كالحصن المغلق

ط

حدد نوع المحسن البديعي بين (بالكبر والصغر)

ي

حدد نوع أسلوب الكاتب.

ك

كان النظام خلقاً أصيلاً في طبيعة عمر. حدد الغرض من الأسلوب الخبري

ل

حدد الغرض من الأسلوب الإنشائي: أرأيته وهو يصلي بالناس فلا يكبر حتى يسوي الصفوف ويوكل رجلاً بذلك؟

آخر الملفات المضافة