اللغة والدين (الفهم والاستيعاب)

1
أما اللغة فهي صورة وجود الأمة بأفكارها ومعانيها وحقائق نفوسها، وجوداً متميزاً قائماً بخصائصه، فهي قومية الفكر، تتحد بها الأمة في صور التفكير وأساليب أخذ المعنى من المادة، والدقة في تركيب اللغة دليل على دقة الملكات في أهلها، وعمقها هو عمق الروح ودليل الحس على ميل الأمة إلى التفكير والبحث في الأسباب والعلل، وكثرة مشتقاتها برهان على نزعة الحرية وطماحها، فإن روح الاستعباد ضيق لا يتسع، ودأبه لزوم الكلمة والكلمات القليلة.وإذا كانت اللغة بهذه المنزلة، وكانت أمتها حريصة عليها، ناهضة بها، متسعة فيها، مكبرة من شأنها، فما يأتي ذلك إلا من روح التسلط في شعبها والمطابقة بين طبيعته وعمل طبيعته، وكونه سيد أمره، ومحقق وجوده، ومستعمل قوته، والآخذ بحقه، فأما إذا كان منه التراخي والإهمال وترك اللغة للطبيعة السوقية، وإصغار أمرها، وتهوين خطرها، وإيثار غيرها بالحب والإكبار، فهذا شعب خادم لا مخدوم، تابع لا متبوع، ضعيف عن تكاليف السيادة، لا يطيق أن يحمل عظمة ميراثه، مجتزئ ببعض حقه، مكتف بضرورات العيش، يوضع لحكمه القانون الذي أكثره للحرمان وأقله للقائدة التي هي كالحرمان. والدين هو حقيقة الخلق الاجتماعي في الأمة، وهو الذي يجعل القلوب كلها على طبقة واحدة على اختلاف المظاهر الاجتماعية عالية ونازلة وما بينهما، فهو بذلك الضمير القانوني للشعب، وبه لا بغيره ثبات الأمة على فضائلها النفسية، وفيه لا في سواه معنى إنسانية القلب.وما دام عمل الدين هو تكوين الخلق الثابت الدائب في عمله، المعتز بقوته، المطمئن إلى صبره، النافر من الضعف، الأبي على الذل، الكافر بالاستعباد، المؤمن بالموت في المدافعة عن حوزته، المجزي بتساميه، وبذله وعطفه وإيثاره ومفاداته، العامل في مصلحة الجماعة، المقيد في منافعه بواجباته نحو الناس – ما دام عمل الدين هو تكوين هذا الخلق – فيكون الدين في حقيقته هو جعل الحس بالشريعة أقوى من الحس بالمادة، ولعمري ما يجد الاستقلال قوة هي أقوى له وأرد عليه من هذا المعنى إذا تقرر في نفوس الأمة وانطبعت عليه. والعادات هي الماضي الذي يعيش في الحاضر، وهي وحدة تاريخية في الشعب، تجمعه كما يجمعه الأصل الواحد، ثم هي كالدين في قيامها على أساس أدبيٍّ في النفس، وفي اشتمالها على التحريم والتحليل، وتكاد عادات الشعب تكون ديناً ضيقاً خاصاً به، يحصره في قبيلته ووطنه، ويحقق في أفراده الألفة والتشابك، ويأخذهم جميعاً بمذهب واحد، هو إجلال الماضي. وإجلال الماضي في كل شعب تاريخي هو الوسيلة الروحية التي يستوحي بها الشعب أبطاله، وفلاسفته، وعلماءه، وأدباءه، وأهل الفن منه، فيوحون إليه وحي عظائمهم التي لم يغلبها الموت، وبهذا تكون صورهم العظيمة حية في تاريخه، وحية في آماله وأعصابه. وباللغة والدين والعادات، ينحصر الشعب في ذاته السامية بخصائصها ومقوماتها، فلا يسهل انتزاعه منها ولا انتسافه من تاريخه، وإذا ألجئ إلى حال من القهر لم ينخذل ولم يتضعضع، واستمر يعمل ما تعمله الشوكة الحادة: إن لم تترك نفسها، لم تعط من نفسها إلا الوخز.
أ

وضح مفهوم اللغة، مبيناً أهميتها في نظر الكاتب.

ب

وضح مفهوم العادات، مبيناً أهميتها في نظر الكاتب.

ج

حدد الآثار المترتبة على "إعزاز اللغة"

د

حدد سلبيات التعلق باللغات الأجنبية :

ه

علل ما يأتي : تبرؤ بعض الناس من سلفهم وانسلاخهم من تاريخهم ولغتهم وآداب لغتهم.

و

علل ما يأتي : حرص أبناء الكويت على العادات الأصلية الموروثة عن الآباء والأجداد.

ز

حدد علاقة ما بين قوسين بما قبله لا جرم كانت لغة الأمة هي الهدف الأول للمستعمر، (فلن يتحول الشعب أول ما يتحول إلا من لغته.)

ح

حدد علاقة ما بين قوسين بما قبله ومتى صدقت الوطنية في النفس (أقرت كل شيء أجنبي في حقيقته الأجنبية.)

ط

حدد علاقة ما بين قوسين بما قبله ومن هنا يحكم المستعمر عليها أحكاماً ثلاثة: (حبس لغتهم سجناً مؤبداً، والحكم على ماضيهم بالقتل، وتقييد مستقبلهم.)

ي

كيف تكون العصبية صفة ذميمة؟

ك

وضح المقصود بما يأتي: حقيقة الأمة هي الكائن الروحي المكتن في الشعب المقصور عليه في تركيبته كعصير الشجرة: لا يرى عمله والشجرة كلها عمله.

ل

وضح المقصود بما يأتي: إذا قويت العصبية للغة يرجع شبر الأجنبي شبراً لا متراً.

آخر الملفات المضافة