قرآن الفجر (الفهم والاستيعاب)

1
قرآن الفجر مصطفى صادق الرفاعي كنت في العاشرة من سنِّي وقد جمعت القرآن كله حفظاً وجودته بأحكام القراءة، ونحن يومئذ في مدينة (دمنهور) عاصمة البحيرة وكان أبي – رحمه الله – كبير القضاة الشرعيين في هذا الإقليم، ومن عادته أنه كان يعتكف في كل سنة في أحد المساجد عشرة الأيام الأخيرة من شهر رمضان؛ يدخل المسجد فلا يبرحه إلا ليلة عيد الفطر بعد انقضاء الصوم، وهناك يتأمل ويتعبد ويتصل بمعناه الحق، وينظر إلى الزائل بمعنى الخالد، ويطل على الدنيا إطلال الواقف على الأيام السائرة، ويهجر تراب الأرض فلا يمشي عليه، وتراب المعاني الأرضية فلا يتعرض له، ويدخل في الزمن المتحرر من أكثر قيود النفس، ويستقر في المكان المملوء بالجميع بفكرة واحدة لا تتغير، ثم لا يرى من الناس إلا هذا النوع المرطب الروح بالوضوء، المدعو إلى دخول المسجد بدعوة القوة السامية، المنحني في ركوعه ليخضع لغير المعاني الذليلة، الساجد بين يدي ربه ليدرك معنى الجلال الأعظم. وما هي حكمة هذه الأمكنة التي تقام لعبادة الله؟ إنها أمكنة قائمة في الحياة تشعر القلب البشري في نزاع الدنيا أنه في إنسان لا في بهيمة. * * * وذهبت ليلة فبت عند أبي في المسجد؛ فلما كنا في جوف الليل الأخير أيقظني للسحور، ثم أمرني فتوضأت لصلاة الفجر، وأقبل هو على قراءته؛ فلما كان السحر الأعلى هتف بالدعاء المأثور "اللهم لك الحمد؛ أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد؛ أنت بهاء السموات والأرض، ولك الحمد؛ أنت زين السموات والأرض، ولك الحمد؛ أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن ومن عليهن؛ أنت الحق ومنك الحق ..." إلى آخر الدعاء. وأقبل الناس يتناوبون المسجد، فانحدرنا من تلك العلية التي يسمونها (الدكة) وجلسنا ننتظر الصلاة، وكانت المساجد في ذلك العهد تضاء بقناديل الزيت، في كل قنديل ذبالة يرتعش النور فيها خافتاً ضئيلاً يبص بصيصاً كأنه بعض معاني الضوء لا الضوء نفسه؛ فكانت هذه القناديل والظلام يترنح حولها تلوح كأنها شقوق مضيئة في الجو، فلا تكشف الليل ولكن تكشف أسراره الجميلة. وتبدو في الظلمة كأنها تفسير ضعيف لمعنى غامض يومئ إليه ولا يبينه، فما تشعر النفس إلا أن العين تمتد في ضوئها من المنظور إلى غير المنظور كأنها سر يشف عن سرٍّ. وكان لها منظر كمنظر النجوم يتم جمال الليل بإلقائه الشعل في أطرافه العليا وإلباس الظلام زينته النورانية؛ فكان الجالس في المسجد وقت السحر يشعر بالحياة كأنها مخبوءة، ويحس في المكان بقايا أحلام، ويسري حوله ذلك المجهول الذي سيخرج منه الغد؛ وفي هذا الظلام النوراني تنكشف له أعماقه منسكباً فيها روح المسجد، فتعتريه حالة روحية يستكن فيها للقدر هادئاً وادعاً راجعاً إلى نفسه مجتمعاً في حواسه، منفرداً بصفائه، منعكساً عليه نور قلبه كأنه خرج من سلطانه ما يضيء عليه النهار، أو كأن تلك الظلمة قد طمست فيه على ألوان الأرض. ثم يشعر بالفجر في ذلك الغبش عند اختلاط آخر الظلام بأول الضوء، شعوراً ندياً كأن الملائكة قد هبطت تحمل سحابة رقيقة تمسح بها على قلبه ليتنضر من يبس؛ ويرق من غلظة، وكأنما جاؤوه مع الفجر ليتناول النهار من أيديهم مبدوءاً بالرحمة مفتتحاً بالجمال، فإذا كان شاعر النفس التقى فيه النور السماوي بالنور الإنساني فإذا هو يتلألأ في روحه تحت الفجر.
أ

ما المقصود بـ (قرآن الفجر)؟

ب

ما هي عوامل الصفاء الروحي التي يؤدي عليها المكوث في المسجد والتفرغ للعبادة

ج

ما هو الديليل من النص على أن الاستماع لقرآن الفجر له أثر في النفس: الانتقال إلى عالم من اللذة الروحية التي تنسيه العالم الخارجي.

د

ما هي ملامح شخصية الكاتب :

ه

ما هي سمات الأسلوب للنص السابق :

و

حدد سلوكاً إسلامياً التزمه الكاتب في حياته

ز

(ما كان إلا كالبلبل هزته الطبيعة بأسلوبها). ما نوع الأسلوب السابق؟

ح

القناديل معلقة كالنجوم حدد نوع الصورة البيانية في الجملة السابقة :

ط

وسمعنا القرآن غضاً طرياً حدد نوع الصورة البيانية في الجملة السابقة :

ي

تراب المعاني الأرضية حدد نوع الصورة البيانية في الجملة السابقة :

ك

تمتد من المنظور على غير المنظور. حدد نوع المحسنن البديعي في الجملة :

ل

حدد نوع المحسنن البديعي في الجملة : عند اختلاط آخر الظلام بأول الضوء.

2
حدد المقصود بقرآن الفجر حسب سياقه في النص.
3
وضّح مشاهد الاعتكاف
4
بيّن أثر الاستماع لقرآن الفجر في نفس الشاعر
5
اذكر مضاد كلمة " الزائل"
6
اذكر مضاد كلمة " النور"
7
بيّن الدلالات الشعورية المعنوية لاستخدام الكلمات المضادة.
8
: بيّن أثر سلوكيّات الآباء في تربية أبنائهم
9
حكم الخروج من المسجد وقت الاعتكاف
10
من عوامل الصفاء الروحي أثناء الاعتكاف

آخر الملفات المضافة