مذكرة اللغة العربية للصف الحادي عشر (الفصل الأول) 2023-2024
أم اسماعيل
الكاتب: محمد أحمد جاد المولى
هاجر إبراهيم إلى فلسطين , ومعه زوجه سارة وخادمتها هاجر ,واستاقوا معهم أنعامهم واحتملوا ما يملكون من مال جزيل وخير جليل ,وأقام وسط أهله وعشيرته ,وبين الطائفة القليلة التي آمنت به .
كانت سارة عقيماً لا تلد ,وكان يحزنها أن ترى بعلها الوفي يتطلع إلى النسل ,وقد أصبحت عي على حالٍ لا يُرجى فيها الولد , فقد بلغت من الكبر عتياً , فأشارت على زوجها أن يدخل بأمتها هاجر ؛ وهي الوفية الكريمة المطيعة الأمينة , علها تنجب ولداً تشرق به حياتهما , ويسري عنهما بعض ما يجدان من لوعة الوحدة ومرارة الوحشة , فانصاع لرأيها وخضع لإشارتها .
فلما وهبته إياها أنجبت غلاماً زكياً , هو إسماعيل فانتعشت نفس إبراهيم وقرت عينه ؛ ولعل سارة شاركت إبراهيم في سروره ؛وشايعته في بهجته, ولكن الغيرة لم تلبث أن دبْيُ إلى قلبها ,بل عصفت بها أعاصير شديدة من الحزن والشجن ,أثارهما قلقها واضطرابها, فحرمت الهدوء والهجوع ,وتشغب لبها, وعقدَتْ عليها الكآبة سحابةٌ مُطبقة ,وأصبحت لا تطيق النظر إلى الغلام ولا تحتمل رؤية هاجر .
وهي الآن ملتاعة متحسرة ,كئيبة متذمرة , لم تجد دواء لعلتها , وكشقاً لدائها إلا إقصاءه وأمه عن دارها ؛ وإبعادهما عن عينها ,فتمنت على زوجها أن يذهب بهاجر وطفلها إلى أقصى الأماكن , حتى لا يصل صوتهما إلى سمعها ,ولا تقذى برؤيتيهما عينها .
أذعن لإرادتها وكأن اللّه أوحى إليه أن يطيع أمرها ويستجيب إلى رجائها ؛ فركب دابته واصطحب الغلام وأمه , وسار ترشده إرادة اللَه وتحذوه عنايته وطال به السير, وامتد الطريق, حتى وقف عند مكان البيت. فأنزل هاجر وطفلها في هذا المكان البلقع , وتركهما في تلك البقعة الجرداء , وهما ضعيفان لا يملكان شيئاً , سوى مزود به قليل من الطعام , وسقاة فيه شيء من الماء , وإيمان باللّه يعمر قلبيهما , ويغمر نفسيهما .
ترك الديار , واستودعهما في هذا المكان , وقفل راجعاً , فتبعته أم اسماعيل , وتعلقت به وأمسكت بثوبه , وقبضت على خطام دابته , وقالت: يا إبراهيم إلى أين تذهب ؟ ولِمَن تتركنا بهذا الوادي الموحش المقفر؟ حاولت أن تستعطفه ,ولعلها قد اشارت إلى ابنها تسترحمه بحقه ,وتتوسل إليه بفلذة كبده وترجوه ألا يخلي بينهما وبين الجوع القاتل والعطش المميت , وقد تكون سألته :من يحميها من سطو الذئاب ؟ ومن يَمنعها من فتك الوحوش ؟ وكيف يحتملان لفح الشمس , وحرارة الجو, وأسالت تحت قدميه العبرات الغزيرة , وذرفت الدموع السخية , ترجو أن يصيخ إلى ندائها , ولكنه لم يستمع إلى قولها , ولم تلن قناته لرجائها ؛ بل أبان لها أن لك أمر اللّه وتلك إشارته ,فلا بد لها من الخضوع لحكمه , والتسليم لأمره , فلما علمت بذلك كفت عن حواره و استسلمت لأمر اللّه , وركنت إلى رحمته , وقالت: لن يضيعنا.
أما إبراهيم فإنه انحدر من تلك الربوة يثقله الإشفاق والخوف , ويدفعه الإيمان والثقة باللّه ؛ ولا شك أنه الآن يتحسر جوى ولوعة ,لبعاد فلذة كبده و فراق خشاشة نفسه , ووداع بكره الذي اكتحلت عيناه به بعد أن اكتمل عمره أو كاد , وكان يصعد الزفرات , ويختنق بالعبرات ولكن إبراهيم في مكانه من اللّه , وفي مقامه من النبوة لا بدأن يصبر على البلاء , ويستسلم للقضاء .لذلك سار إلى وطنه , وخلف ورائه وحيده في تلك البقعة النائية , وهو يدعو اللّه أن يكلأه بعنايته , ويقول : "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فَاجْعَلْ أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثَمَرَاتِ لَعَلْهُمْ يَشْكُرُونَ"
نبع زمزم .
قد امتثلت هاجر للقضاء المحتوم , وتحلت بالصبر الجميل , ومكثت تأكل من الزاد , وتشرب الماء, حتى نفدا؛ فخوى بطنها , وعصب ريقها , واحتملت ذلك صابرة .ولم يلبث أن جف ضرعها ,وأصبحت لا تجد لبتاً تُرضعه الطفل؛ او ماء يبل صداه . وثقلت عليه وطأة الجوع والعطش ,فبكي وانتحب ,وصرخ وأعول , وأمه تتقطع نفسها عشرات ودموعها تنهمل غزيرات , وودت أن تروي ظمأة بدموعها , وأن ترد عند غائلة العطش بماء شئونها ولكن هيهات !
حاولت ان تجد لها من مازقها مخرجاً ؛ وكان قذى في عينيها أن ترى ابنها يتلوى ,وتتبع نفسه أمامها , فتركته مكانه , وسارت هائمة على وجهها تغدو وتُهرول , وقد هاجَها التياع طفلها , وأحزنها بكاؤه ونحيبه . وأخذت تبحث عن الماء , وتفتش له عن غذاء ,حتى فَرَعَتْ صفاة الصفا ,ثم عادتْ فَزِعة مذعورةٌ لهول مصابها في وحيدها وسعت نحو سَرَابٍ حَسِبتُه ماء عند المروة , حتى إذا جاءته لم تجده شيئاً , ثم كرتُ راجعة إلى هدفها الأول , ورجعت ثانيةً إلى غرضها الثاني , وهكذا سعت سعي المجهود سبعة أشواط , والطفل يصيح ويصخب , يقطع بصوته نياط قلبها , ويحز بعويله في أعماق فؤادها .رحماك يا ربّ هذا الطفل جف حلقه حتى عجز عن البكاء ,وانقطع عن الغذاء حتى خارت قواه, وخفقت أنفاسه هذه أم ترى وحيدها يسلم روحه ويجود بنفسه , وهي لا تجد لها معيناً في وحدتها ولا سلوةٌ في مصابها .إنّه الآن يفحص الأرض برجليه ويضرب الصلة بقدميه , عله يرق لحاله إذ قست القلوب , ويلين لاستعطافه إذ عز النصير , وها هو ذا يضرب ويضرب , فإذا الماء قد انبجس من تحت قدميه , وفار من قرع رجليه ..
رأت رحمة اللّه تحوطها وعناية ربها تظلها , فجلست خائرة القوى , يقطر العرق من جبينها , واكبتْ على الطفل متلهفةٌ , تروي ظمأه , وتبلل بالماء شفتيه فسرها أن ترى الحياة تدب في جسمه , وأن يقبل عليها في لهفة وشوق فتضمه إلى صدرها وتربتُ عليه بيدها ,تكفكف دموعه ,وتسري عنه شجونه وأحزانه ,حتى إذا اطمأنت علة وليدها , وعادت إليها الثقة بنجاتها وعاودها السرور بحياته, ارتوت هي أيضاً فسرت فيها الحياة وانقشعت تلك السحابة السوداء التي أظلتها زمناً ,وذلك بفضل اللّه وعنايته . هذه العين هي زمزم ولا زالت قائمة يزدحم حولها الحجيج ويستبق الناس إلى حوضها علهم يفوزون بقطرة أو يرجون بشربة .
ولما نبع الماء اجتذب الطير إليه فيحول حوله , وحلقت فوقه , وكان قوم من جرهم يسيرون قرب هذا المكان , فرأوا الطير تحط في ساحته , وتحوم فوقه , وإنهم ليعرفون أن الأطيار لا تقع إلا على ماء , فأرسلوا واردهُم يرتاد المكان , ويخبرهم بخبره . ولما ذهب إليه وجد الماء فرجع فزف إلى قومه البشرى , فوفدوا إليه زَرَافاتٍ ووحدانا, واتخذه بعضهم موطناً ومقاماً , فأنست هاجر بهم واطمأنت إلى جوارهم وشكرت اللّه أن جعل أفئدة من الناس تهوي إليهم .
الفكرة الرئيسية التي يدور حولها الموضوع:
- عناية اللّه التي ترعى عباده المؤمنين في أشد المواقف وأصعبها
- الثقة بللّه والاتكال على قدرته وحكمته سبيل للنجاة والفرج
*من الحقائق التي وردت في الموضوع :
- ترك إبراهيم عليه السلام هاجر عند البيت بأمر من اللّه عز وجل
- تفجر ماء زمزم تحت قدمي إسماعيل قريباً من البيت
- كان ميلاد إسماعيل مصدر بهجة لإبراهيم وزوجه سارة أول الأمر لكن شعورها بالغيرة أدى إلى تغير مشاعرها
- قبيلة جرهم أول من سكن مكة بعد هاجر وابنها إسماعيل .
*من عناصر القصة :
- الحدث :تبدأ الأحداث من تزويج سارة جاريتها هاجر لزوجها إبراهيم
- الشخصيات : سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام والسيدة سارة والسيدة هاجر .
- العقدة : تمثلت العقدة في نفاد الماء والزاد من هاجر ورضيعها حتى أوشكا على الهلاك .
- الحل: تفجر ماء زمزم ومجيء قبيلة جرهم لتسكن مكة وتجاور إسماعيل عليه السلام وأمه.
*أهم القيم والدروس المستفادة :
- الصبر عند البلاء
- الامتثال لأوامر اللّه
-اليقين بعناية اللّه لعباده
- الإخلاص للّه في القول والفعل
- الثقة في نصر اللّه وتأييده لعباده الصالحين
- طاعة الزوج ما لم تتعارض مع طاعة اللّه .
المناقشة والتحليل
1-ما الأمل الذي كان يحدو سارة عندما اختارت هاجر ليتزوجها إبراهيم عليه السلام ؟
-أن تنتجب غلاما تشرق به حياتهما وتسعد زوجها.
2-اذكر من الموضوع ثلاثة مواقف تثير المشاعر مبينا أكثرها إثارة لمشاعرك :
-عندما ترك إبراهيم هاجر وطفلها عند مكان البيت
-عندما نفذ الماء والزاد من هاجر وطفلها
-محاولة هاجر استعطاف إبراهيم بعد أن تركها في هذا المكان وهذا أكثر المواقف إثارة للمشاعر.
3-عدد بعض المخاطر التي أحاطت بهاجر وأصابتها بالهلع عندما تركها إبراهيم :
-عدم وجود بشر في هذا المكان
-خلو المكان من الماء والزاد
-تعرض طفلها للموت بسبب العطش
-خوفها من سطو الذئاب
-شدة الحر.
4-علل لبعض المواقف التالية التي وردت في النص :
أ-إحساس سارة بالحزن العميق قبل زواج إبراهيم بهاجر, ثم بعد زواجه بها .
-قبل الزواج كانت سارة عقيما لا تلد وكان يحزنها أن ترى زوجها يتطلع إلى الولد وقد بلغت من الكبر عتيا
-وبعد الزواج دبت الغيرة في قلبها فحرمت الهدوء والنوم.
ب-حول سعادة سارة بالطفل إلى تعاسة وشقاء :
-بسبب غيرتها وحرمانها من الهدوء
ج-ترشيح سارة لهاجر ليتزوجها إبراهيم عليه وسلم :
-لأنها وفية وكريمة ومطيعة وأمينة .
5-كيف أقنع إبراهيم عليه السلام هاجر بضرورة البقاء وطفلها في الصحراء , ومغادرته المكان ؟
عندما يبين لها أن ذلك الأمر من عند الله فلا بد لها من الخضوع , والتسليم لأمره.
6-هناك عاطفتان تنازعتا إبراهيم عليه السلام عند تركه ابنه ما هما ؟ وأيهما انتصرت؟
- عاطفة الإيمان بأمر الله له بأخذ زوجه ورضيعه إلى الوادي المقفر .
- عاطفة الأبوة عندما ترك زوجه ورضيعها وحيدتين دون طعام وشراب وأنيس .
- وانتصرت العاطفة الأولى .
7-حدد من خلال قراءتك للقصة :
موفقاً يدل على البلاء , وآخر للعطاء , وثالثاً للإيمان , ورابعاً للأمومة.
- البلاء : عندما أخذ إبراهيم زوجه ورضيعها وتركها دون طعام وشراب في الوادي المفقر الموحش.
- العطاء : إنعام الله على هاجر بخروج ماء زمزم
- الإيمان: امتثال هاجر لأمر الله وقولها : لن يضيعنا الله عندما عزمخ زوجها على تركها في الوادي المفقر
- الأمومة: هرولة هاجر وفزعها بحثاً عن الماء من أجل رضيعها.
8-توجه إبراهيم إلى ربه ضارعاً متوسلاً , فماذا طلب من ربه ؟
-أن يجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وأن يرزقهم من الثمرات.
9-ما مظاهر استجابة الله لدعاء إبراهيم وقت الحادث , وفي عصرنا الحاضر؟
- وقت الحادث : وفود جرهم إلى المكان وتفجر الماء تحت قدمي إسماعيل .
- في العصر الحاضر : وفود الحجاج والمعتمرين وتفجر النفط .
10-قالت هاجر : الله لن يضيعنا , وكان الله عز وجل عند حسن ثقتها به , دلل على ذلك من الموضوع :
رزقها الله بالماء والزاد وأقدم إليها من يؤنسها وابنها ( قوم جرهم )
11-قال الشاعر : وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلها أمان
طبق مضمون هذا البيت على أحداث القصة .
- لما كان إبراهيم عليمه السلام ينقذان أمر ربهما من كل سوء .
12-بين دلالة كل تعبير من التعبيرات التالية :
- (يقطع بصوته نياط قلبه ) : يدا على شدة تأثيرها بصوته وحزنه عليها
- (اكتحلت عيناه به ) : يدل على شدة فرحته برؤية ولده.
- (انقشعت تلك السحاب ) : تعبير يدل على ذهاب ذلك الهم وتلك الكربة .
- (فلما علمت بذلك كفت عن حواره , واستسلمت لأمر الله ) : هذه العبارة تدل على ثقة المؤمن بالله ثقة لا تخيب .
13-(عله يرق لحاله إذ قست القلوب , ويلين لاستعطافه إذا عز النصير )
بين أثر الجمع بين الكلمتين المتضادتين في العبارة السابقة :
- توضح مدى معاناة إسماعيل.
14-أي العبارتين التاليتين أدق في إبراز المعنى ؟ ولماذا ؟
أ-فرجع يزف إلى قومه البشرى
ب-فرجع بخير قومه بوجود الماء.
- الأول أدق وأجمل يدل على شدة فرحته بالنبأ وتلهفهم الشديد لانتظار هذا الخبر.
*من المحسنات البديعية :
الطباق : مثل ( وترجوه ألا يخلي بينهما وبين الجوع القاتل والعطش المميت ) ( عليه يرق لحاله إذ قست القلوب )
الجناس : مثل ( وإيمان بالله يعمر قلبيهما , ويغمر نفسيهما ) . ( حاولت أن تستعطفه , ولعلها قد أشارت إلى ابنها تسترحمه بحقه )
السجع : مثل ( ويسري عنهما بعض ما يجدان من لوعه الوحدة ومرارة الوحشة ) (فانصاع لرأيها وخضع لإشارتها ) (وكان يصعد الزفرات , ويختنق بالعبرات ) ( وهي الآن ملتاعة متحسرة كئيبة متذمرة )
*وضح علاقة ما تحته خط بما قبلها في الجمل التالية :
الجملة | علاقة ما تحته خط بما قبله |
*واتملوا ما يملكون من مال جزيل وخير جليل | تفصيل |
*وقد أصبحت هي على حال لا يرجى فيها الولد , قد بلغت من الكبر عتياً | تعليل |
*فلما وهبته إياها أنجبت غلاماً زكياً | نتيجة |
*عصفت بها أعاصير شديدة من الحزن والشجن , فحرمت الهدوء والهجوع | نتيجة |
*فتمنت على زوجها أن يذهب بهاجر وطفلها إلى أقصى الأماكن , حتى لا يصل صوتهما إلى سمعها. | تعليل |
*وثقلت عليه وطأة الجوع والعطش, فبكى وانتحب | نتيجة |
*إذا اطمأنت على وليدها , وعادت إليها الثقة بنجاته , ارتوت هي أيضاَ. | نتيجة |
*من الصور البيانية في الدرس :
- عقدت عليها الكآبة سحابة مطبقة : تشبيه بليغ فيه الكآبة بسحابة لتجسيد المعنى وبيان مدى الحزن الذي تعاني منه ومدى إحاطته بها من كل جانب .
-عصفت به أعاصير شديدة من الحزن والشجن : تشبيه بليغ فيه الحزن والشجن بالأعاصير لبيان مدى قوة الحزن والشجن وأثره في نفسها.
-ولكن الغيرة لم تلبث أن دبت إلى قلبها : استعارة مكنية حيث شبه الغيرة بشيء مادي يب وهي تبرز أثر الغيرة.
-تجنب ولداَ تشرق به حياتهما : استعارة مكنية حيث شبه الولد بشمس تشرق لبيان أهمية هذا الولد في حياة أبويه
-رحمه الله تحوطها , وعناية الله تظلها : استعارة مكنية حيث شبه الرحمة والعناية بشيئين ماديين لتجسيد المعنى وبيان مدى عناية الله بها وبأبنها وحمايتهما من كل المخاطر .
-عصفت بها أعاصير شديدة : استعارة تصريحية حيث شبه الأحزان بالأعاصير لبيان مدى عصفها بالنفس .
-وانقشعت تلك السحابة السوداء : استعارة تصريحية حيث شبه قلقها على ابنها بالسحابة لتجسيد المعنى وبيان مدى سيطرة الأفكار السيئة على نفسها.
-قرت عينه : كناية عن الرضا والاطمئنان.
-يقطر العرق من جبينها كناية عن التعب والإرهاق.
-وسارت هائمة على وجهها : كناية عن التشتت والحيرة .
-وانقشعت تلك السحابة السوداء : كناية عن انفراج الأزمة وزوال الخطر.
-لا تطيق النظر إلى الغلام : كناية عن الغيرة والغضب الشديد.
*سمات أسلوب الكاتب :
السمة | المثال |
الاقتباس من القرآن الكريم | (وشكرت الله أن جعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ) - (وسعت نحو سراب حسبته ماء عند المروة ) - ( فأرسلو واردهم ) |
روعة التصوير | فرجع يزف إلى قومه البشرى - رحمة الله تحوطها - وانقشعت تلك السحابة السوداء وقد هاجها التياع طفلها - ويختنق بالعبرات |
استخدام المحسنات البديعية | (يقطع بصوته نياط قلبها , ويحز بعويله في أعماق فؤادها) - ( لا تجد لها معيناَ في وحدتها ولا سلوة في مصابها ) |
جزالة الألفاظ وقوتها | قذى - التياع - نياط - انبجس - تربت - زرافات ووحدانا |
حدة العاطفة وصدقها | -رحماك يا رب هذا الطفل جف حلقه حتى عجز عن البكاء , وهذه أم ترى وحيدها يسلم روحه ويجود بنفسه !! |
غلبة الأساليب الإنشائية | ( وكيف يحتملان لفح الشمس , وحراراة الجو ! ) وأسالت العبرات الغزيرة وذرفت الدموع السخية ) , (يصيخ إلى استعطافها , ويستجيب إلى ندائها ) |
الثروة اللغوية :
أ.الترادفات:
الكلمة | مترادفها | الكلمة | مترادفها |
عقيم | لا ينجب | عتيا | اشتدت كبرا |
ملتاع | مهمومة وحزينة | يسري | يخفف ويزيل |
جزيل | كثير وفيرة | انصاع | أعن وخضع ورضي |
جوى | حزن وحسرة | الشجن | الهم والحزن |
بلقع | الصحراء الجرداء | عصب | جاف ويبس |
ب-المفرد والجمع :
المفرد | الجمع | المفرد | الجمع |
بشرى | بشريات - بشر | نوط | نياط |
نسل | أنسال | سقاء | أسقية |
داء | أدواء |
ج-أكمل الجمل التالية بتصريف مناسب من تصريفات مادة (جاد) :
- كان حاتم الطائي رجلاً مجوادا
- إن الجواد قد تعثر
- تنتشر تربية الجياد الأصيلة في الجزيرة العربية
- يختار المعلم الطلاب الجيدين ليجيبوا على الأسئلة
- أحب الاستماع إلى القرآن المجود
- اتصف العرب قديما بالجود والكرم
- حصل شركتنا على مقياس الجودة
- الإجادة وإتقان العمل معيار التفاضل بين العمال .
د-اضبط ما تحته خط ضبطا صحيحاً :
- استبد الحزن بهاجر عليها السلام بعد أن نفد الطعام منها (الهم)
- حَزِن الطالب عقب ظهور نتيجته (اغتم)
- حزّن القارئ في قراءته للقرآن (رقق صوته)
- حزنت الهزيمة جمهور الفريق (أهمته وجعلته حزينا )
- يبتعد الناس عن الرجل الحزن (الخشن الغليظ )
ه-وظف الفعل ( عدا ) في سياقين مختلفين :
- عدا الجار على جاره (ظلمه )
- عدا اللص على المال (سرقه)
- عدا الأسد على فريسته (قفز )
- عدا الهاتف الطالب عن دراسته ( شغل وصرف )
- حصل جميع الطلاب على الدرجات النهائية عدا طالب (إلا –خلا)
أسلوب التمني:
للتمني نوعان: حقيقي وبلاغي
1-التمني الحقيقي هو :
طلب أمر محبوب مستحيل الحدوث لا يمكن تحقيقه أو صعب الحدوث .
*مثال لتمني المستحيل : ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب
فعودة الشباب أمر مستحيل وتمناه بلفظ " ليت "
*مثال لتمني الصعب : "يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون "
فقوم موسى يتمنون أن يعطيهم اللّه مثل ما أعطى قارون , وهو أمر ممكن ولكنه صعب بعيد المنال .
2-التمني البلاغي :
يتم فيه استخدام أدوات أخرى للدلالة على التمني غير ليت مثل ( هل – لو – لعل ).
*الفرق بين التمنّي والترجّي : التمنّي يكون فيما لا يرجى حصوله ( صعب أو مستحيل ) , والترجّي فيما يرجى حصوله أي يمكن حصوله .
* اللفظ الموضوع للتمني : ( ليت ), وقد يتمنى بهل , ولو , ولعل .لغرض بلاغي .
*اللفظ الموضوع للترجي : ( لعل , عسى ) وقد تستعمل فيع ( ليت ) لغرض بلاغي .
*أمثلة للترجي : {لَعَلَّ اللّه يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً }
فتغيير الواقع عن طريق أن يحدث اللّه أمراً جديداً أمر لا يمتنع حدوثه .
"فعسى اللّه أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده "
المؤمنون يرجون من اللّه الفرج وهو أمر ممكن الحدوث فاللّه سبحانه وتعالى قادر على كل شيء.
*التمني المجازي :
*لماذا يلجأ الكاتب إلى استخدام ( هل ولعل ولو ) للتمني ؟
الغرض البلاغي في ( هل )و ( لعل )و ( لو ) هو إبراز المتمني في صورة الممكن لكمال العناية به .
ملحوظة :
*( لو ) تفيد إظهار التمني بعيدا نادر الحدوث .
* أما ( هل , لعل ) لإظهار التمني قريب الحدوث .
مثال ( لعل ) :
( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات .... )
فبلوغ أسباب السماوات مستحيل على فرعون ولكنه استخدم ( هل ) لإبرازه في صورة الممكن .
مثال ( هل ) :
أسِرْبَ القطا هلْ مَن يُعيرُ جَناحَهُ لَعَلّي إلى مَن قَدْ هَوِيتُ أَطِيرُ
فالطائر مستحيل أن يعير جناحه للشاعر لكن استخدام ( هل ) بدل من ( ليت ) لإبرازه وإظهاره في صورة الممكن .
مثال ( لو ) :
ولى الشباب حميدة أيامه لو كان ذلك يشتري أو يرجع
جاءت " لو " للتمني بعودة الشباب , وهذا مما يعز على الإنسان ومما لا يمكن عودته أبدا ولكن تمنيه ب " لو " يجعله وكأنه ممكن الحدوث .
وفائدة استخدام " لو " هو الإشعار بعزة المتمني وندرته .
- هل يمكن استخدام ( ليت ) للترجي ؟
نعم قد تستخدم ( ليت ) للترجي لإبراز المرجو في صورة المستحيل مبالغة في بعد نيله .
مثال :
ليت الملوك على الأقدار معطية فلم يكن لدنيء عندها طمع
استعملت " ليت " للترجي على عكس استعمالها الأصلي للإشارة إلى كون المتمني عزيزاً بعيد المنال .
فالمتنبي هنا أشار إلى أن العطايا يجب أن تكون على قدر الناس المعطي لهم , وهو أمر ممكن الحدوث , ولكن المتنبي يتمنيه ب " ليت " جملة بمنزلة المستحيل .
تدريبات
1-بين نوع كل أسلوب من الأساليب الآتية مبيناً أداته:
أ-واهاً لأيامِ الصبا وزمانهِ لو كان أسعفَ بالمقام قليلا
..............................................................
ب-قال تعالى على لسان أهل النار : {فهل إلى خروج من سبيل}
....................................................................
ت- { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين }
.................................................................
*2-ضع تعبيراً يتضمن أسلوبا للتمني مستخدما الأدوات التالية : ( ليت , لعل , هل , لو )
.......................................................................................................................................
3-لماذا يعد التمني حقيقيا في المثالين التاليين :
أ-يقول الله تعالى على لسان الظالم يوم القيامة (يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا)
................................................................................................................................
ب-يقول تعالى على لسان من يعشو عن ذكر الرحمن في الدنيا يخاطب قرينه ,وقد أحضروا معا يوم القيامة ( يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين )
............................................................................................................................
4-بين ما تفيده ( ليت ) في البيت الآتي مع ذكر السبب :
يقول المتنبي :
فليت هوى الأحبة كان عدلا فحمل كل قلب ما أطاقا
................................................................................................................................
5-لماذا كانت ( عسى ) للترجي في كل مما يأتي :
أ-يقول الله تعالى على لسان أصحاب الجنة الذين أقسموا ألا يدخل عليهم مسكين بعد أن رأوا جنتهم وقد أحيط بها فأصبحت كالصريم ( عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى راغبون ).
..............................................................................................................................
ب-يقول تعالى بعد أن أمر رسوله بالقتال وتحريض المؤمنين عليه ( عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا)
...............................................................................................................................
6-بين ما تفيده ( هل ) في قول ابن الرومي :
أيام الهوى , هل مواضيك عود ؟ وهل لشباب ضل بالأمس منشدا
.................................................................................................................................
7-تصور شيئأ محبباً إليك يصعب الوصول إليه وعبر عنه مستخدما ( لعل , هل , لو )
...............................................................................................................................
ظروف الزمان والمكان ( المفعول فيه )
المفعول فيه : اسم منصوب يبين مكان أو زمان الفعل , أي أنه يدل على " أين " أو " متى" وقع الفعل , و يقال له الظرف وحكمه نصب , و سمي مفعولا فيه لأن الحدث يقع فيه .
و هو باعتبار دلالته نوعان :
1-ظرف مكان : اسم منصوب يبين مكان حدوث الفعل .
- أهم ظروف المكان :
( بين , تحت , أمام , وراء , يمين , شمال , شرق , غرب , خلف , وسط , لدى , قرب , عند , يسار )
"-و رفع بعضكم فوق بعض درجات"
" وقف القائد أمام الجنود "
2-ظرف زمان : اسم منصوب يبين زمان حدوث الفعل .
- أهم ظروف الزمان :
(يوما , أسبوعا , ساعة , شهرا, سنة , صباحا , ظهرا , مساءً , أمس , ليلاً )
"إنما توفون أجوركم يوم القيامة "
"مكثت شهرا في الحج "
ملحوظة :
المفعول فيه اسم منصوب يدل على زمان أو مكان وقوع الفعل متضمناً معنى ( في ) أي يكون ظرف الزمان أو المكان بمعنى ( في ) , فحين تقول : سافر المعلم يوم الجمعة ( أي يوم الجمعة ) وحين تقول : جلست أمام المسجد ( أي في جهة المسجد )
فإذا لم يكون ظرف الزمان والمكان متضمناً معنى ( في ( فيعرب في الجملة , فقد يكون مبتدأ أو فاعلا أو مفعولا به أو مجرورا أو خبر مثل :
اليوم يوم المرحمة اليوم : مبتدأ مرفوع
- أقبل يوم العيد يوم : فاعل مرفوع
- تذكرت يوم الهزيمة يوم: مفعول به منصوب
- تجهزت ليوم الاختبار يوم: اسم مجرور
- ذلك يوم مشهود يوم : خبر مرفوع
*أقسام الظرف من حيث الإعراب ؛ الظرف باعتبار إعرابه قسمان :
أ. ظرف منصوب ( معرب ) :
هُو الذي يُنْصَب بفَتحة ظاهرة ويشمل كل ظروف الزمان والمكان السابقة. ( صباحاً – ليلاً – فوقَ – يوماً – عند ... )
ب. ظرف مبني في محل نصب :
الظروف المبنية : عبارة عن مجموعة من الظروف التي تلزم حالة البناء دائماً , بمعنى أنّه لا يتغير آخرها مهما تغير موقعها في الجملة وهي أنواع :
1.ظروف تبنى على الضم : (قِطٌ , منذ , حيث )
ما سافرت لأوربا قط لم أكذب منذ عرفت حرمة الكذب * اجلس حيث استريح
2.ظروف تبنى على الفتح ( الآنَ , ثُمَّ , أيّان , أينَ )
*يَسْألُونَكَ عَنِ السَّاعةِ أيْانَ مُرْسَاهَا . *أين المفر. *لن أسامحك الآن .
3.ظروف تبنى على السكون : ( مذ , إذ , إذا , متى )
*فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إذ أخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا . *ما رأيتك مذ عدت من السفر . *وَاللّيلِ إِذا يَغْشَى * *متى عدت إلى مقاعد الدراسة ؟
4.ظروف تبنى على الكسر : ( أمسِ )
*ذهبت للقاهرة أمسِ
*ملحوظة ( 1 ) :
الظروف المبنية قد تكون للزمان وقد تكون للمكان
أشهرُ ظُروف الزّمانَ المَبنية :
( إذا – إذْ – مُنذُ – مُذْ – أمْسِ – أيّان – الآنَ – قطُ )
أشهر ظُروف المَكان المبنية :
( أينَ – أنى – ثَمَّ – حيثُ – هنا – هناك....)
*ملحوظة ( 2 ) :
هناك ظُروف تُستعمل للزمان والمكان معاً ,ولا يتم إلا بحسب ما تضاف إليه مثل ( عند , قَبْل , بَعْد , مع , بين ).
عند الامتحان يكرم المرء أو يهان | ظرف زمان | الكتاب عندك | ظرف مكان |
جئت مع صلاة العصر | ظرف زمان | جلست مع رفاقي | ظرف مكان |
جئت بين صلاة الظهر والعصر | ظرف زمان | استرحت بين البيت والمدرسة | ظرف مكان |
يتوضأ المصلي قبل الصلاة | ظرف زمان | مدرستنا قبل مسجد الحي | ظرف مكان |
بيتنا بعد المسجد مباشرة. | ظرف زمان | انصرفت بعد الصلاة | ظرف مكان |
*1- عين المفعول فيه في للجمل التالية واذكر نوعه ثم اضبطه :
م | المثال | المفعول فيه مضبوطا | نوعه |
1 | ( و جاؤوا أباهم عشاء يبكون ) | ||
2 | ( إذ يبايعونك تحت الشجرة ) | ||
3 | ( و إنما توفون أجوركم يوم القيامة ) | ||
4 | ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام ) | ||
5 | ( ثم صبوا فوق رأسه عذاب الحميم ) | ||
6 | لبثت فيكم عمرا | ||
7 | وله الحمد في السموات والأرض وعشيا و حين تظهرون | ||
8 | ( إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ) |
*2- ميز الظرف من غير الظرف في الجمل التالية :
1-اليوم موعد مباراة القمة. ....................
2-انتظرت في فناء المدرسة ساعة …...............
3-حانت ساعة اللقاء ....................
4-خرجت مع صديقي من عصر الجمعة حتى صلاة المغرب ....................
5-وصل القطار ظهرا ...................
6-تقع الحديقة حول المنزل ...............
7 – و يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة .................
3-أكمل الفراغ بما هو مطلوب بين القوسين :
1-كنمت مدعوا إلى وليمة .......... (ظرف مبني على الكسر)
2-جلست مع صديقي ....... بالنادي (ظرف مكان معرب )
3-لم أكف .......ة عن حبك يا وطني (ظرف مبني على الضم)
4-.............يؤذن لصلاة الفجر ؟ ( ظرف زمان مبني )
5-يجني العامل ثمرات الفاكهة ......... ( ظرف زمان معرب )
*4-وظف الظروف التالية في جمل من عندك ضباطا كلا منها :
{ صباحا – شهرا – بين – فوق – سنين }
.............................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................…………….
*5-ميز الظرف المعرب من المبني فيما يأتي ثم اضبطه :
م | المثال | الظرف مضبوطا | نوعه | علامة البناء أو الإعراب |
1 | ما أفلح كاذب قط | |||
2 | وراء الأكمة ما وراءها | |||
3 | قرأت أمس قصة دينية | |||
4 | اجلس حيث ينتهي بك المجلس | |||
5 | فمتى الوعد أن يكون القفول | |||
6 | أين ما كان بيننا من صفاء | |||
7 | من صبر على المعاصي ساعة أورثه الله النعيم يوم القيامة |
*6-وظف ظرفاً مبنياً و آخر معربا في جملتين من عندك ثم اضبطها ؟
.................................. (ظرف مبني )
.................................. ( ظرف معرب )
*7-وظف كلمة ( بعد ) في جملتين بحيث تكون في الأولى ظرف مكان وفي الثانية ظرف زمان ؟
......................................... ( ظرف مكان )
......................................... ( ظرف زمان )
المقال
المقال - التغيير في مظاهر الحياة و آلياتها سنة كونية قدرها الله , والثبات على مبادئ الحق والخير وأوامره ربانية والمؤمن الحق يجمع بين التغير و الثابت في آن .
اكتب مقالا يتناول هذا الموضوع مراعيا الأسس الفنية لكتابة المقال :
في سالف الأزمان عاش ملك من ملوك العجم نقشت على خاتمه الملكي عبارة كانت بمثابة مذكر دائم له وتصلح لكل الظروف و الأحوال التي تمر على الإنسان ويمر بها , تلك العبارة كانت عبارة عن أربع كلمات هي : (دوام الملية الشاسعة بالجواهر والحال من المحال ! ) وكانت قوافل الجمال تأتي له عبر الصحاري الرملة الشاسعة بالجواهر والدرر من سمرقند وغيرها لتجلب له اللؤلؤ المكنون لكنه لم يلق بالاً لتلك المجلوبات الثمينة بل كان يقول عند النظر أليها : " ما قيمة الثراء ودوام الحال من المحال !؟
هذه الحكمة تؤيدها قيم الدين وتجارب التاريخ ونظريات العلم.... فلا شيء يظل على حاله مهما طال عليه الأمد حسب هذا المبدأ العجيب , كل شخص و كل حدث على هذه الأرض يفقد وجوده وجوده أو قيمته بعد هذا الزمن , و لكن الأهدب منه أننا رغم معرفتنا به نتجاهله كل يوم , نعيش حياة لن تدوم , وسط أناس لن يدوموا , ومع ذلك نبحث عن أشياء دائمة , نبحث عن الاستمرارية في ظل حياة لن يستمر وجودها .
لم يخلق الله الدنيا دائرة عبثاً , وإنما جعل الدوران وسيلة كونيه لعباده , يشير بها إلى تغير الأحوال , و كأننا نسير في حياتنا في منحنيات فتارة نكون في القمة , وتارة نسقط في القاع , وهذه سنه الله في الدنيا , لذا قيل مجازاً إنه يوم لك ويوم عليك !
كما أن الأيام دول بين الناس في الصحة والمرض , الفقر والغنى , الحزن والفرح , وليس هناك شيء يستقر على حاله قط في عذع الدنيا التي يقلبنا الله فيها كيف يشاء .
ولنا في قصة سيدنا أيوب عليه السلام – أسوة حسنة , حيث كان عليه السلام صاحب أموال وفيرة و ذرية كثيرة , يتقلب في نعم الله ونعيمه حتى ابتلي بأشد أنواع البلاء في جسده وماله وولده , فغرق في بحر الضر والمرض والفقر , و أصابه من المحن ما أصابه حتى لم يتبقى من جسده مكانا سليماً سوى قلبه , وفقد كل ما يعينه على حال الدنيا من مال و أصحاب , ولم يبقى له إلا زوجته التي حفظت وده والوفاء دهرا , وظلت تخدمه ما يقارب ثماني عشرة سنة , وحين رفض القريب والغريب كانت هي رضي الله عنها لا تفارقه في الصباح والمساء إلا من أجل لقمة العيش , من خلال خدمة الناس بالأجرة , ولا تلبث أن تعود لخدمته ورعايته .
ولم يكنى من سيدنا أيوب عليه السلام إلا الصبر والتضرع إلى الله بالدعاء , وبعد أن طال عليه الأمر , واشتد به الحال دعا الله تعالى قاءئلاً : { ربي إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين } فاستجاب له ربه و أبدل حاله من قاع الأذى إلى القمة و الفرج , فذهب ما به من بلاء , و أعاد الله تعالى امرأته شابة حتى ولد له أضعاف ما فقد من ولده عند البلاء , وجزاء صبره و إنابته و ثباته.
و صدق الشاعر حين قال :
دع المقادير تجرى في أعنتها ولا تنامنَّ إلا خالي البالِ
ما بين غمضة عين و انتباهتها يغير الله من حال إلى حالِ
ومن هنا كان التغيير واستحالة دوام الحال من سنن الله في خلقه جرت حتى صفوة الخلق صلوات الله وسلامه عليهم .
مذكرة الموضوع السادس أم اسماعيل عربي حادي عشر فصل أول #أ. المكاوي 2023 2024