مقال الإسلام دين الرحمة والإنسانية عربي عاشر فصل أول #أ. السيد مختار 2023 2024

مقال الإسلام دين الرحمة والإنسانية عربي عاشر فصل أول #أ. السيد مختار 2023 2024

اكتب مقالا مراعيا الأسس الفنية لكتابة المقال حول الموضوع الآتي: 

( الإسلام دين الرحمة والإنسانية ، والمظاهر والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى.  )

الإسلام دين الرحمة والإنسانية ، وليس أدل على ذلك من أن الله تعالى قد نسبها إلى نفسه في القرآن العظيم في نحو منتي اية. 

قال تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء ). وقال سبحانه على لسان ملائكته الكرام ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما) ، كما علم نبيه الكريم أن

يقول للمشركين إن كذبوه ( ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين  )، ولقد قرر الله تعالى في كتابه الكريم أن الرحمة لا تزول عنه

أبدا ،  فقال سبحانه: ( كتب ربكم على نفسه الرحمة. )

 وقد ظهرت آثار رحمته سبحانه وتعالى في سائر الخلائق ، فما من مسلم أو كافر إلا وعليه من آثار رحمته في هذه الدنيا ، ففيها يتعايشون

ويؤاخون ، ويوادون. وفيها يتقلبون لكنها للمؤمنين خاصة في الآخرة ، ولاحظ للكافرين فيها.

 إن من أجل مظاهر رحمة الله تعالى أن بعث لعباده رسله تثرى ثم بعث خاتم أنبيائه وسيد رسله ، وصفوته من خلقه محمد بن عبد الله صلوات الله

وسلامه عليه الذي امتن به على الأمة ، وكشف به الظلمة ، وأزاح به الغمة ، وجعله رحمة للعالمين أجمعين ،  كما قال تعالى: ( وما أرسلناك إلا

رحمة اللعالمين ) ولقد رغب الله تعالى عباده إلى التحلي بالرحمة ، وحتهم عليها في مواطن كثيرة ، لينالوا أجرها ، وعظيم ثوابها ، فما من معاملة

من المعاملات أو رابطة من الروابط الاجتماعية أو الإنسانية ، إلا وأساسها وقوام أمرها الرحمة والتراحم ، فمن علاقة الإنسان بنفسه التي بين جنبيه

وعلاقته بذويه وأهله إلى علاقته بمجتمعه المحيط به ، إلى معاملته لجميع خلق الله من إنسان أو حيوان كل ذلك مبنى على هذا الخلق الرفيع

والسجية العظيمة  إن التراحم صفة تزرع في المجتمع المسلم الوحدة والألفة والتماسك ، فقد قال رسول الله.

عليه وسلم ، مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى » ، إنه خلق

يجعل المسلم مع أخيه كاليد مع العين إذا تألمت اليد بكت العين ، وإذا بكت العين مسحتها اليد. 

ومن مظاهر الرحمة في الإسلام أن يرحم الإنسان والديه اللذين عظم الله شأنهما ، وقرن شكرهما بشكره ، وطاعتهما بطاعته ، فكانت الرحمة عند

الكبر محتمة ، حيث قال تعالى ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا  )

إن من رحمة الإسلام ما نراه من رحمة الأباء بالأبناء بالرفق بهم ، والتودد إليهم وحسن تربيتهم ورعايتهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «

ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا ، وقال صلى الله عليه وسلم إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها ، فأسمع بكاء الصبي ،

فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه.... 

ومن صور الرحمة المشرقة في دين الإسلام أن شرع الزكاة وحبب في إخراج الصدقات وجعل من زكاة الفطر وعيد النحر فرصة عظيمة للرحمة بالضعفاء

والفقراء فمن شعائر الإسلام العظيمة: إطعام الطعام ، والإحسان إلى الفقراء والأرامل والأيتام.

طلبا لرحمة الله تعالى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: « الساعي على الأرملة والمسكين ، كالمجاهد في سبيل الله ، أو القائم الليل الصائم

النهار  وكذلك حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على كفالة اليتيم فقال: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ، إن

كافل اليتيم ومن يطعم الأرملة والمسكين كالصائم الذي لا يفطر من صيامه والقائم الذي لا يفتر من قيامه ، فهنيئا ثم هنيئا لأمثال هؤلاء الرحماء 

ان عيادة المريض رحمة ، ومساعدة الضعيف رحمة ، وستر المسلم رحمة ، والتيسير على المعسر رحمة ، وقد قرن النبي. صلى الله عليه وسلم الجزاء

بالعمل لحض المسلمين على التراحم فيما بينهم قائلا:. من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر

على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. 

هذا هو دين الإسلام الذي لا تقتصر فيه الرحمة على البشر ، بل تجاوزته إلى سائر الكائنات ، فهل سمعت بدين يأمر بالرفق والرحمة بالحيوان ، ويجزم

تعذيبه ويتوعد صاحبه بأشد العذاب ؟ إنه دين محمد دين الرحمة والرفق والعدل والإحسان. 

إنه دين يحث على سقي الحيوان وإطعامه ، ويعد من فعل ذلك بمغفرة وأجر عظيم ، كما حذر كل من يحمل قلبا غليظا فاسيا نزعت منه الرحمة

والشفقة ، أن يستعرض غلطته وجفاءه على مخلوقات الله الضعيفة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عذبت امرأة في هذة سجنتها حتى

ماتت ، فدخلت فيها النار ، لا هي أطعمتها ولا سقتها ، إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ». 

إن السائر في روضة الإسلام والمتصفح السيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ليدرك مدى رحمة الإسلام بكل الخلائق ، وما أكثر أمر الإسلام بالرحمة

والتراحم! فلنحرص جميعا على تربية أبنائنا وبناتنا على هذا الخلق العظيم ، ولنغرس في قلوبهم الرحمة والتراحم ، فإنه متى نشأ الناشئ على

الرحمة نبتت في قلبه وأصبحت سجية له وطبيعة فيه وأضحت شجرة تتمر محبة  وصدقا ويقينا. 

سامح أخاك الدهر مهما بدت     منه ذنوب وقعها يعظم 

وارحم لتلقى رحمة في غد        فربنا يرحم من يرحم

حل الكتب هنا