مقال عن الثواب والعقاب عربي عاشر فصل أول #أ. أحمد مناع 2023 2024

مقال عن الثواب والعقاب عربي عاشر فصل أول #أ. أحمد مناع 2023 2024

الثواب والعقاب وسيلة من وسائل التربية التي يعتمدها القرآن لصيانة المجتمع من الانحراف ، وذلك لتأديب المجرم وللترهيب من الجناية ، ولحث

المؤمن على أن يتمسك بدينه ودفعه إلى الاستزادة من العمل الصالح رغبة فيما عند ربه ورجاء عفوه ومغفرته. فالإسلام يضع من التشريعات

والقوانين والإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة المجتمع وسلامة الأفراد من شتى المخالفات والجرائم. كما أن القرآن ذكر جملة من الحوافز

والمكافآت لمن التزم شرع خالقه ، وابتعد عن الأخطاء والمخالفات وذلك بما يناسب طبائع الناس كافة إن البشر ليسوا سواء ؛ فمنهم من تفلح معه

القدوة الحسنة في التربية ومنهم من تنفعه الموعظة الحسنة والقول اللين ، ومنهم من تكفيه القصة ، وقسم لا بد من وقع السوط على جلده

لردعه وتنبيهه. والقرآن الكريم لا يبادر إلى العقوبة في التربية إنما يقدم قبلها الترغيب في الثواب للإشعار بأن العقوبة ليست مقصودة لذاتها وإنما

هناك طوائف من الناس لا بد من إبراز السوط لهم والبعض الآخر لا بد من إيقاع السياط على جلودهم ليرتدعوا ويردعوا عن غيهم وعنادهم. 

والقرآن الكريم حافل بالآيات التي تحمل في ثناياها الثواب ، وأخرى تحمل العقاب لتكون النفوس بين هاتين الوسيلتين تتأرجح إن مالت النفس إلى

الكسل خوفتها آيات العذاب والعقاب ، وإن أقبلت على خالقها ونشطت في طاعته سمعت آيات الوعد والثواب فزادت نشاطاً ورغبة في ذلك. ففي

الترغيب في الثواب يقول تعالى:" يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها

الأنهار يوم لا يخزي الله والنبي والذين آمنوا معه وفي مجال الترهيب يقول سبحانه:" من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها

وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون" ولقد وضح القرآن الكريم في

العديد من الآيات ارتباط مبدأي الثواب والعقاب بعمل الانسان ؛ قال تعالى: من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها. وقال سبحانه: إن الذين آمنوا

وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً   وقال عز وجل: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة أدفع بالتي هي أحسن." 

وما أروع وما أبلغ ما جاء هاتين الآيتين:" فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرة" والمسلم الحق يؤمن بالشريعة الإسلامية

منهج حكم ونظام حياة وقمة عدالة ، وهي حين تقرر عقوبة لجناية يتقبلها بعقله وبقلبه ويعلم أن حياة البشر والمجتمع والأسرة لن تستقيم أو

تصل إلى حد مقبول من الاستقامة إلا بإقامة حدود الشرع. فعن عقوبة القتل يقول: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ والأَلف

بالأنف والأذن بالأُذُنِ وَالمِنَّ بِالمَنِ وَالْجُرُوْحَ قِصَاصٌ ، فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارة له ،). وفي عقوبة السرقة ( إذا بلغت حدًا معينًا) ولم تكن الأسباب سد

حاجة البقاء والسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدَيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ ﴾ إن

المتتبع لنصوص الآيات الخاصة بالأحكام يجد أنها حازمة عائلة في العقوبة ، ولكنها تفتح دائما منافذ الرحمة ، فرحمة الله سابقة لعدله ، والرحمة

ليست للجاني فقط ولكنها لأصحاب الحقوق أيضا ليثيبهم الله وليمسح ما في قلوبهم من حقد على أعضاء من المجتمع وقعوا في الجريمة.

حل الكتب هنا