مقال عن المال عربي حادي عشر فصل أول #أ. سعد المكاوي 2023 2024

عرض بكامل الشاشة
مقال عن المال عربي حادي عشر فصل أول #أ. سعد المكاوي 2023 2024

مقال عن المال عربي حادي عشر فصل أول #أ. سعد المكاوي 2023 2024

المقال 

المال نعمة من نعم الله على الإنسان يسعى المؤمن لكسبه بشرف وينفقه في حل 

اكتب مقالا توضح فيه موقف الإنسان من المال مراعيا الأسس الفنية لكتابة المقال 

إن من نعم الله العظيمة على عباده نعمة المال ، قال تعالى:( المال والبنون زينة الحياة الدُّنْيا) ، وقال تعالى ممتناً على نبيه بهذه النعمة:( ووجدك

عائلاً فأغنى) ، وقال تعالى: ( زين النَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِن النَّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمَقْتَطرَةِ من الذهب والفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المسومة والأنعام والحرث

ذلك متاع الحياة الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) 

قال عمر رضي الله عنه: « اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا ، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه.)

والمال إما أن يستخدم في الخير أو الشر ، قال تعالى: ( إنما أموالكم وأولادُكُمْ فِتْنَةٌ والله عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )، وهو من الفتن العظيمة التي يبتلى بها

المؤمن والقليل من الناس من يصبر عليها ، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لكل أُمَّةٍ فتنة وإن فتنة أمتي المال). وقال الإمام أحمد بن

حنبل: ( ابتلينا بالضراء فصبرنا ، وابتلينا بالسراء فلم نصبر). 

والعبد يسأل عن ماله يوم القيامة ماذا عمل فيه ؟. فلقد روى أن النبي الكريم قال: ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ،

وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه.)

 وقد جبلت النفوس على حب المال ، قال تعالى: (وتحبون المال حبا جما)روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى

الله عليه وسلم قال: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب )وفي حديث آخر: ( يكبر ابن آدم ويكبر معه

اثنان: حب المال وطول العمر) 

والذي يتأمل في أحوال الناس في هذه الأيام ، وانكبابهم على كسب هذا المال بأي وسيلة كانت سواء كان في مساهمات مشبوهة ، أو معاملات

فيها مخالفات شرعية كالربا ، والغش ، وأكل أموال الناس بالباطل وغيرها ، ليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليأتين على الناس زمان لا

يبالي المرء بما أخذ المال: أمن حلال أم من حرام ؟)

 وقد أرشد صلى الله عليه وسلم أمته إلى القناعة وعيشة الكفاف فقال: (ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس) ، والعرض هو متاع

الدنيا ومعنى الحديث الغنى المحمود هو على النفس وشبعها وقلة حرصها ، لا كثرة المال مع الحرص على الزيادة ؛ لأن من كان طالباً للزيادة ثم

يستغن بما عنده فليس له غنى قال الشاعر: 

النفس تجزع أن تكون فقيرة             والفقر خير من غنى يطفيها

وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت    فجميع ما في الأرض لا يكفيها 

وهذا المال إن لم يستخدمه صاحبه في طاعة الله وينفقه في سبيله ، كان وبالاً وحسرة عليه ، قال تعالى: ﴿ فَلَا تُعْجِبُكَ أَمْوَالَهُمْ وَلا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا

يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بها في الحياة الدُّنْيَا وتَرْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ 

وبعض الناس يغلط ويظن أن من رزق مالاً كثيراً ، فإنه قد وفق ، وهو دليل على محبة الله له! والأمر ليس كذلك ، فإن الدنيا يعطيها الله من يحب

ومن لا يحب ، وقد ذكر الله هذا عن الإنسان ، وأخبر أن الأمر ليس كما ظن ، قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نمدهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وبنين" نسارع لَهُمْ فِي

الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ)

 وهكذا يتبين لنا أن الله سبحانه وتعالى كرم بني آدم وسخر لهم ما في الأرض وما في الكون كله جميعا منه نعمة وفضلا والمال نعمة من نعم

الله سبحانه وتعالى وما ثم المال إلا لما قد يفضي إليه من أمور غير محمودة أما في أصله فإن المال نعمة وله منزلة في هذه الشريعة الغراء وأن

المالك الحقيقي للمال هو الله سبحانه وتعالى والإنسان مستخلف فيه ومقتضى ذلك أن يعمل الإنسان بأوامر المالك الحقيقي للمال وهو الله

سبحانه وتعالى.

حل الكتب هنا