مقال عن المال عربي حادي عشر فصل أول #العشماوي 2023 2024
كتابة المقال
المال نعمة من نعم الله على الإنسان ، يسعى المؤمن لكسبه يشرف ، وينفقه في حلال ، ومن جعل ماله تحت قدمه عز ، ومن رفعه
فوق رأسه ذل.
اعتنى الإسلام بالمال غاية الاعتناء لأهميته في تحقيق خلافة الإنسان على الأرض لأن المال في هذه المقام بمنزلة الروح من الجسد ، فلا حياة دون
مال ، هو ضرورة من ضرورات الحياة ، ولذا جعله الإسلام من كلياته الخمس التي يجب المحافظة عليها والدفاع عنها وهي: الدين والنفس والعقل
والنصل والمال..
ويكفي المال فضلا أنه يمكن صاحبه من العيش بكرامة وعفة: يعطي ولا يطلب ، وينفق ولا يسأل ، وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال:" اليد العليا خير من اليد السفلى".
وبالسعي وكسب المال الحلال وحسن تدبيره وإتفاقه في الخير يتفوق الأغنياء المتدينون على الفقراء المتدينين ، ومن فضائل أهل المال ، أن
فضلهم وثوابهم يستمر حتى بعد موتهم ، فينتفع وارثوهم بما تركوه ، وينتفع الفقراء والمساكين بالصدقات الجارية والتي أوصوا بها في حياتهم.
وقضية كسب المال قضية كبرى ، فليس المال غاية في ذاته ، فلا يجوز كسبه من الحرام ، وقد قال رسول ال الله صلى الله عليه وسلم:" من نبت
جسده من حرام فالنار أولى به "
ويسأل الله تعالى العبد يوم القيامة عن ماله من أين اكتليم وفيما أنفقه ، والمال الحرام لا يبارك الله فيه ، ولا يقبل من صاحبه عملا يكون فيه
المال الحرام ، فإن الله طيب لا يقبل إلا الطيب.
كما أن كسب المال يجب أن يكون في عزة وكرامة ، فلا يهين الانسان نفسه في سبيل طلب المال ، فعلي الإنسان أن يكون عزيزا كريما في طلبه ،
فلا يضع المال وقيمته فوق رأسه ، بل عليه أن يجعل المال وقيمته تحت رجله ، فمن فعل الأولى ازداد شرفا ورفعة ، ومن فعل الثانية ازداد ذلا
ومهانة.
ويدعو الله تعالى صاحب المال أن ينفقه في الخير ، وأن يكون معتدلا في إنفاقه ، فالإسراف ممنوع ، وقد قال الله تعالى:" إن المبذرين كانوا إخوان
الشياطين".
كما يجب على الإنسان ألا يحرم عياله من خير المال ، وأن يسير فيه بحكمة حتى لا يضيعهم ، فقد قال رسولنا الكريم:" كفى بالمرء إثما أن يضيع من
يعول".
فالمال من حظوظ الحياة كما قال الشاعر:
فالناس هذا حظه مال وذا علم وذاك مكارم الأخلاق.
وقال ابن عباس في إنفاق المال:" كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطائك اثنتان: سرف ومخيلة.
ووجوه إنفاق المال كثيرة ، فمنها مساعدة الفقراء والمساكين ، ومنها بناء المساجد والمدارس والمستشفيات ، ومنها كفالة اليتامى وفك الدين
عن المدينين وغير ذلك من وجوه الإنفاق التي تعلي شأن المسلم في الدنيا والآخرة ، وترفع منزلته عند الله وعند الناس.
إن المال فتنة ، فلابد أن نسير فيه وفق هدى وحكمة ، حتى ننال رضا الله والعباد.