مقال دور المساجد في الإسلام عربي حادي عشر فصل أول #أ. أم الخير الزهيري 2023 2024

عرض بكامل الشاشة
مقال دور المساجد في الإسلام عربي حادي عشر فصل أول #أ. أم الخير الزهيري 2023 2024

مقال دور المساجد في الإسلام عربي حادي عشر فصل أول #أ. أم الخير الزهيري 2023 2024

اكتبي مقالا مراعية الأسس الفنية لكتابة المقال حول: 

( لم يكن دور المسجد في الإسلام مقصورا على أداء العبادات ، ومتى حصر في ذلك فقد ضاع على المجتمع خير كثير.) 

الموضوع 

إن للمساجد دوزا عظيمًا في الإسلام ، إنها بيوت الله تعالى ، وهي أشرف البقاع على وجه البسيطة ؛ حيث يُذكر فيها اسم الله جل وعلا ليل نهار

وصباح مساء ، ويحضرها رجال لا يغفلون عن طاعته سبحانه وتعالى في غدواتهم ورؤحاتهم ، في شغلهم وفراغهم ، في جلهم وترحالهم ؛ 

قال تعالى: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسبحُ لَهُ فِيهَا بِالْغدو وَالْأَصَالَ)

 [ فإن المساجد تغير أحوال الإنسان من شقاء إلى سعادة ، ومن ضيق إلى رخاء والمساجد تعالج القلوب ، وتنزل عليها الرحمات ، وترف عليها

الملائكة بأجنحتها ، وهي أماكن المنافسة في الخيرات ، فإن المساجد تغير أحوال الإنسان من شقاء إلى سعادة ، ومن ضيق إلى رخاء والمساجد

تعالج القلوب. إن المساجد خير الأماكن لتربية المسلمين فإنها تلقي على الحضور درس الأخوة والمساواة ، يحضر فيها المسلمون ، ويجتمعون في

مكان واحد ، ويقومون في صف واحد ، ويصلُّون خلف إمام واحد ؛ فلا فرق بين العبد والسيد ، والملك والخادم ، والغني والفقير ، والشيخ العالم

والرجل العادي ، كلهم سواء أمام الله جل وعلا ، لا يفضل أحد منهم على الآخر إلا بالتقوى ومكانها القلب ؛ فإن المساجد تعلم الناس أن يعيشوا

سويا متكاتفين ومتضامنين ، ولا يعتدي أحد على الآخر بحسبه ونسبه ، أو بمنصبه أو شغله أو وظيفته. مما يؤدي إلى تماسك المجتمع وتقوية

الروابط الاجتماعية فيه ، ولما يعلم فيه من الآداب الإسلامية من كيفية التعامل مع الجار والبائع والتنبيه على حقوق كل فرد من المجتمع من أب أو

ابن أو جار أو قريب وما شابه من هذه الأمور. 

فلا يمكن إصلاح المجتمع إلا بتفعيل دور أكبر مؤسسة وأعظمها على وجه الأرض ، وهي المساجد ؛ لأنها تربي المجتمع تربية إيمانية متكاملة ،

وتقوم بصبغ الإنسان بأحسن صبغة ، وهي صبغة الله ، ولذا نجد أن معلم البشرية محمدا صلى الله عليه وسلم قد عمد إلى تأسيس وإرساء قواعد

المساجد إبان وصوله إلى المدينة المنورة ، ومن هنا بدأ دور المساجد في تربية المجتمعات الإسلامية ، كانت جامعة للعلم, ومحكمة للحق, ومركزاً

للتجمع ونقطة للانطلاقة ، ومكاناً للعبادة, ومركزاً للقيادة ، وبرلماناً للسياسة ، وأساساً للدولة ، عقد فيها

رسول الله صلى الله عليه وسلم ألوية الجيوش واستقبل فيها الوفود ، وأبرم فيها المعاهدات ، وأقام الاجتماعات والمشاورات ، فعندما وصل صلى

الله عليه وسلم مهاجراً من مكة المكرمة إلى طيبة الطيبة كان أول مشروع قام به هو وضع حجر الأساس لبناء المسجد النبوي ؛ ليكون مسجده

صلى الله عليه وسلم- روضة من رياض الجنة ، وميداناً من ميادين التجارة الرابحة وسوقاً من أسواق الآخرة ؛ يتعبد فيه العابدون ويلوذ به الحائرون ،

ويلجأ إليه الخائفون ويأوي إليه المساكين ، و لا يقتصر دورها على أن يحضرها المسلمون لأداء الصلوات فحسب ، بل إنها تقوم بجمع شمل الأمة

الإسلامية ، وتجمع قلوب المسلمين على المحبة والاحترام والتآخي والتعاطف والتراحم ، وتمنح لهم الطمانينة والسكينة ، وتدعوهم إلى إحياء روح

الإسلام فيما بينهم.

والمساجد كانت خير مراكز للتربية في العصور الإسلامية السالفة ، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم خير نموذج لذلك ؛ فإن الصحابة رضي الله

عنهم كانوا يحضرون هذا المسجد ويتعلمون من النبي صلى الله عليه وسلم كل ما يحتاجون إليه ، بل كل ما تحتاج إليه البشرية ، يسألونه صلى الله

عليه وسلم في أمور دينهم ودنياهم ، فأصبح هذا المسجد مصدر إشعاع ومنبع نور للبشرية كلها ، وتخرج فيه علماء أعلام وقادة كبار حملوا راية

الإسلام ، ونشروا هذا الدين المتين في ربوع العالم كله ، ومن ثم بدأت حلقات الدرس والإفادة في جميع المساجد في البلاد الإسلامية ، حيث لم

يكن هناك مدارس منظمة يقصدها الطلاب والعلماء كانوا يختارون مكانا في مسجد ويلقون الدروس للمتلقين ، ويشهد التاريخ بما كان لمساجد

بغداد والقاهرة والقيروان وقرطبة ودمشق والموصل والحواضر الإسلامية الأخرى من دور عظيم في النهضة الإسلامية الواسعة وإذا أردنا أن تكون

مساجدنا كمساجدهم تؤدي رسالتها كاملة ، وتقوم بدورها في إصلاح الأمة وسد الخلل في مجتمعاتها ، فعلينا أولاً وقبل كل شيء بإصلاح

المساجد ذاتها ؛ حتى تكون صالحة ، فالمسجد مبعث النور في دنيا الظلمات الحالكة ، ومصدر الحياة في بيداء الحياة الموحشة ؛ فإنه يؤهل

المسلمين للحياة النافعة الكريمة ، ويحثهم على التقوى.