مقال دور المساجد في الإسلام عربي حادي عشر فصل أول #أ. السيد مختار 2023 2024
اكتب مقالا مراعيا الأسس الفنية لكتابة المقال حول الموضوع الآتي:
( لم يكن دور المسجد في الإسلام مقصورا على أداء العبادات ، ومتى حصر في ذلك فقد ضاع على المجتمع خير كثير. )
لا يستطيع أحد أن ينكر أن المسجد له منزلته العظيمة في المجتمع المسلم ، فقد أشار القرآن الكريم إلى أهمية المسجد ومكانته ، وجزاء من
يعمرونه بالذكر والتسبيح ، فقال عز وجل: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع
عن ذكر الله وأقام الصلاة- وقال سبحانه: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. وقال النبي- صلى الله عليه وسلم أحب البلاد إلى الله
مساجدها........ إن المسجد روضة من رياض الجنة ، يجتمع فيها المؤمنون ، ويتجردون من شوائب الدنيا ، ويفارقون الرتب والمناصب فيكرون حواجز
الكبر والأنانية ، ويحاربون دواعي النفس الذميمة ، فتتلاقى أرواحهم في ساحة العبودية الصادقة لله- عز وجل بصدق وإخلاص. إن صلاة واحدة
يؤديها المسلمون في بيت من بيوت الله جنبا إلى جنب ، تغرس في نفوسهم حقائق المساواة الإنسانية وموجبات الود والأخوة ولكن الجدير بالذكر
أن المسجد في بداية الدعوة لم يكن مقصوراً على العبادة ، بل كان مركزا لكل نشاطات المسلمين الاجتماعية ، فقد كان المسجد على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم دارا للفتوى وكثيرا ما كان يأتي الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ، يستفتونه في شؤون
دينهم ودنياهم ، فيفتيهم ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى الوفود والسفراء في المسجد ، ومن المسجد كانت تنطلق غزوات
المجاهدين في سبيل الله ، وإليه تعود بعد أداء مهمتها ولهذا حالفها نصر الله وتأييده وقد كان أيضا دار قضاء وفصل بين المتخاصمين حيث يأمن
فيه كل إنسان على نفسه ، ويطمئن على أخذ حقه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده يقضون بين الناس في المسجد. وكان
دارا لتوثيق عقود الزواج ؛ فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أعلنوا هذا النكاح ، واجعلوه في المساجد ، واضربوا عليه بالدفوف)
، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد ، مشتغلا بالعبادة ، والمسجد كان. ولا يزال- أفضل مكان للتشاور بين المسلمين في
كل شأن من شؤون دينهم ومعيشتهم ، لأن المسلم في المسجد يكون بعيدا عن هوى النفس ونزغات الشيطان إن دور المسجد لا يقل أهمية عن
دور المدارس والجامعات ، وإذان كانت تلك المدراس والجامعات تدرس المناهج الدراسية التي تشمل جميع العلوم والمعارف ، فإن رسالة المسجد
التربوية والأخلاقية والتوجيهية ، ينبغي أن تغرس في النفوس توجيها وتعليما ومناهج وسلوكا.
ولكي نعيد للمسجد دوره الهام في نهضة الأمة وتقدمها واستعادة مجدها فإنه يجب أن يقوم برسالته الروحية والتعليمية والاجتماعية ، لكي
يعود كما كان محورا للعديد من المجالات النافعة للأمة كأن يلحق به مستشفى لمعالجة المرضى ، أو وأن يلحق به ناد للشباب يمارسون فيه رياضة
بدنية خفيفة ، ويقومون بأنشطة ثقافية وترفيهية صالحة ، أو وأن يضم مكتبة للقراءة والمطالعة ، يتزود فيها رواد المسجد بالثقافة والعلوم
المفيدة.
إن المسجد في الإسلام ليس مقصورا على أداء العبادات ، ومتى حصر في ذلك فقد ضاع على المجتمع خير كثير.. وعلى المجتمع المسلم أن يدرك
خطورة غياب دور المسجد التربوي والاجتماعي والتعليمي والإرشادي.... إنه الرابط الذي يجمع بين المسلمين منه يبدؤون وإليه ينتهون.. إنه المدرسة
التي يتخرج منها العلماء والفقهاء والساسة والحكماء ، إنه دار للقضاء ، ودار للشورى ، ودار للفرح والاحتفال ، ودار للتربية والتعليم والتثقيف ، ثم
هو أخيرا دار للتعبد والاعتكاف ، إنه أسلوب حياة ، به تنتظم حياة المسلمين وتصفو نفوسهم وتستقيم أمورهم...