مذكرة قرآن الفجر عربي حادي عشر الفصل الأول #د. سعد المكاوي 2023 2024
قرآن الفجر
الكاتب: مصطفى صادق الرافعي
كنت في العاشرة من سني وقد جمعث القرآن كله حفظا وجودته بأحكام القراءة ؛ ونحن يومئذ في مدينة دمنهور » عاصمة البحيرة ؛ وكان أبي- رحمه الله- كبير القضاة الشرعيين في هذا الإقليم ، ومن عادته أنه كان يعتكف كل سنة في أحد المساجد عشرة الأيام الأخيرة من شهر رمضان يدخل المسجد فلا يبرحه إلا ليلة عيد الفطر بعد انقضاء الصوم ؛ فهناك يتأمل ويتعبد ويتصل بمعناه الحق ، وينظر إلى الزائل بمعنى الخالد ، ويُطل على الدنيا إطلال الواقف على الأيام السائرة ويغير الحياة في عمله وفكره ، ويهجر تراب الأرض فلا يمشي عليه ، وتراب المعاني الأرضية فلا يتعرض له ، ويدخل في الزمن المتحرر من أكثر قيود النفس ويستقر في المكان المملوء للجميع بفكرة واحدة لا تتغير ، ثم لا يرى من الناس إلا هذا النوع المرطب الروح بالوضوء ، المدعو إلى دخول المسجد بدعوة القوة السامية المنحني في ركوعه ؛ ليخضع لغير المعاني الذليلة الساجد بين يدي ربه ؛ ليدرك معنى الجلال الأعظم.
وما هي حكمة هذه الأمكنة التي تقام لعبادة الله ؟ إنها أمكنة قائمة في الحياة ، تشعر القلب البشري في نزاع الدنيا أنه في إنسان لا في بهيمة…
وذهبت ليلة فبت عند أبي في المسجد ؛ فلما كنا في جوف الليل الأخير أيقظني للسحور ، ثم أمرني فتوضأت الصلاة الفجر وأقبل هو على قراءته ؛ فلما كان الشخرُ الأعلى هتف بالدعاء المأثور: اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ، ولك الحمد ؛ أنت بهاء السموات والأرض ، ولك الحمد أنت زين السموات والأرض ، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ومن فيهن ومن عليهن أنت الحق ومنك الحق إلى آخر الدعاء.
وأقبل الناس ينتابون المسجد ، فانحدرنا من تلك العلية التي يسمونها « البكة ، وجلسنا ننتظر الصلاة. وكانت المساجد في ذلك العهد تضاء بقناديل الزيت في كل قنديل ذبالة يرتعش النور فيها خافتاً ضئيلا يبص بصيضا كأنه بعض معاني الضوء لا الضوء نفسه فكانت هذه القناديل والظلام يرتج حولها ، تلوح كأنها شقوق مضيئة في الجو ، فلا تكشف الليل ولكن تكشف أسراره الجميلة ، وتبدو في الظلمة كأنها تفسير ضعيف لمعنى غامض يومئ إليه ولا يُبيِّنه فما تشعر النفس إلا أن العين تمتد في ضوئها من المنظور إلى غير المنظور كأنها سر يشف عن سر.
وكان لها منظر كمنظر النجوم يتم جمال الليل بالقائه الشغل في أطرافه العليا وإلباس الظلام زينته النوارنية ؛ فكان الجالس في المسجد وقت الصخر يشعر بالحياة كأنها مخبوءة ، ويحس في المكان بقايا أحلام ، ويسري حوله ذلك المجهول الذي سيخرج منه الغد ؛ وفي هذا الظلام النوراني تنكشف له أعماقه منسكبًا فيها روح المسجد ، فتعتريه حالة روحانية يستكين فيها للقذر هادنا وادغا راجعا إلى نفسه مجتمعا في حواسه ، منفرذا بصفاته ، منعكسًا عليه نور قلبه ؛ كأنه خرج من سلطان ما يضيء عليه النهار ، أو كأن الظلمة قد طمست فيه على ألوان الأرض.
ثم يشعر بالفجر في ذلك الغبش عند اختلاط آخر الظلام بأول الضوء ، شعورا نديا كأن الملائكة قد هبطت تحمل سحابة رقيقة تمسح بها على قلبه ليتنظر من يُنس وبرق من غلظة ، وكأنما جاءوه مع الفجر ليتناول النهار من أيديهم مبدوة بالرحمة مفتتحا بالجمال ، فإذا كان شاعر النفس التقى فيه النور السماوي بالنور الإنساني فإذا هو يتلألأ في روحه تحت الفجر.
لا أنسى أبذا تلك الساعة ونحن في جو المسجد والقناديل معلقة كالنجوم في مناطها من الفلك ، وتلك السرج ترتعش فيها ارتعاش خواطر الحب والناس جالسون عليهم وقار أرواحهم ، ومن حول كل إنسان هدوء قلبه وقد استبهمت الأشياء في نظر العين ليلبسها الإحساس الروحاني في النفس ، فيكون لكل شيء معناه الذي هو منه ومعناه الذي ليس منه ، فيُخلق فيه الجمال الشعري كما يُخلق للنظر المتخيل. لا أنسى أبدا تلك الساعة وقد انبعث في جو المسجد صوت غرد رخيم يشق سذفة الليل في مثل رنين الجرس تحت الأفق: العالي وهو يرثل هذه الآيات من آخر سورة النحل:
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ
وكان هذا القارئ يملك صوته أتم ما يملك ذو الصوت المطرب ؛ فكان يتصرف به أحلى مما يتصرف القمري وهو ينوح في أنغامه ، وبلغ في التطريب كل مبلغ يقدر عليه القادر حتى لا تفسر اللذة الموسيقية بأبدع مما فسرها هذا الصوت ؛ وما كان إلا كالبلبل هزته الطبيعة بأسلوبها في جمال القمر ، فاهتز يجاوبها بأسلوبه في جمال التغريد.
كان صوته على ترتيب عجيب في نغماته يجمع بين قوة الرقة وبين رقة ، القوة ويضطرب اضطرابا روحانيا كالحزن اعتراه الفرح على فجأة ؛ يصيح الصيحة تترجح في الجو وفي النفس ، وتتردد في المكان وفي القلب ، ويتحول بها الكلام الإلهي إلى شيء حقيقي ، يلمس الروح فيرفض عليها بمثل الندى ، فإذا هي ترف رفيقا ، وإذا هي كالزهرة التي مسحها الطل.
وسمعنا القرآن غضًا طريا كأول ما نزل به الوحي ، فكان هذا الصوت الجميل يدور في النفس كأنه بعض السر الذي يدور في نظام العالم ، وكان القلب وهو يتلقى الآيات كقلب الشجرة يتناول الماء ويكسوها منه. واهتز المكان والزمان كأنما تجلى المتكلم- سبحانه وتعالى- في كلامه ، وبدا الفجر كأنه واقف يستأذن الله أن يضيء من هذا النور! وكنا نسمع قرآن الفجر وكأنما محيت الدنيا التي في الخارج من المسجد وبطل باطلها ، فلم يبق على الأرض إلا الإنسانية الطاهرة ومكان العبادة وهذه هي معجزة الروح متى كان الإنسان في لذة روحه مرتفقا على طبيعته الأرضية.
أما الطفل الذي كان في يومئذ فكأنما ذعي بكل ذلك ؛ ليحمل هذه الرسالة ويؤتيها إلى الرجل الذي يجيء فيه من بعد ؛ فأنا في كل حالة أخضع لهذا الصوت: ادع إلى سبيل ربك وأنا في كل ضائقة أخشع لهذا الصوت واصبر وما صبرك إلا بالله!
الفكر الرئيسة:
1- الاعتكاف والعبادة تظهر النفس من رواسب الدنيا
2-سماع القرآن وتدبر معانيه ينقل النفس إلى عالم روحي
3- النفس تكون أكثر صفاء وخشوعا وقت صلاة الفجر.
4- المسجد تعتري الإنسان حالة روحانية.
5-للفجر أسراره التي شتوحيها النفس المؤمنة.
المشاعر والإحساسات المسيطرة على النص:
1- الشعور بالطمانينة والراحة في هذا الجو الروحي
2-الخشوع والإيمان بما يسمع من كلام الله...
3- الإعجاب الشديد بصوت القارئ.
هدف الكاتب من هذا الموضوع
1-بيان أثر الاعتكاف والعبادة في سلوك المسلم
2-غرس القيم الطيبة في نفوس الأبناء
أهم العادات والقيم التي عرضها الكاتب..
1-إلزام الصالحين من البشر أبناء هم بأداء المناسك والعبادات
2- الاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من رمضان
3- ازدياد قراءة القرآن والاستماع إليه في رمضان
4-حرص بعض الناس على أداء صلاة الفجر في المسجد
المناقشة والتحليل
السؤال:ماذا يقصد بقرآن الفجر كما فهمت من هذا النص ؟ وما مفهومه في القرآن الكريم ؟
الجواب: تلاوة قارئ عذب الصوت للآيات القرآنية في المسجد قبل صلاة الفجر كما جرت العادة في مصر.
أما في القرآن فقد ورد في قوله تعالى إن قرآن الفجر كان مشهودا ويقصد به القرآن الذي يتلى في صلاة الفجر.
السؤال:ما أهم ملامح البيئة التي نشأ فيها الكاتب ؟ ثم بين أثرها فيه.
الجواب:
الاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من رمضان.
كثرة التردد على المساجد.
أداء صلاة الفجر في جماعة.
حفظ الأطفال القرآن الكريم وتجويده
إيقاظ الآباء أبناء هم عند السحور.
أثرها نشأ الكاتب نشأة دينية ملتزما بتعاليم دينه حافظا لكتاب الله ، يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، حريصا على احترام وتقدير آبائه وفيا لهم.
السؤال: ما أثر سلوكيات الآباء في تربية أبنائهم ؟
الجواب: جعلت الأبناء يحرصون على الاقتداء بأبائهم والتحلي بصفاتهم فيصبحون من الملتزمين الحريصين على العبادة وأداء الفرائض والتمسك بها كما فعل الرافعي الذي أصبح من الكتاب الذين سلكوا الاتجاه الإسلامي
السؤال: عدد الكاتب بعضا من مشاهد الاعتكاف ، اذكرها مبيناً عوامل الصفاء الروحي فيها.
الجواب :
الإكثار من صلاة السنن والنواقل لنقاء القلوب وصفائها...
قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه.
لزوم المسجد في العشر الأواخر من رمضان وعدم الخروج منه.
مكان الاعتكاف في مكان ملحق بالمسجد ( فاتحدرنا من تلك العلية التي يسمونها ( الدكة)
عوامل الصفاء الروحي: الابتعاد عن الدنيا وما فيها من ماديات مهلكة إلى عالم روحي صاف ينسى فيه هموم
السؤال: كان للاستماع إلى قرآن الفجر أثر في نفس الكاتب وسلوكه. وضح ذلك.
الجواب :
أثرها في نفسه: يجعله مقبلاً على الحياة بتفاؤل وسعادة مستمتعا بالاستماع إليه ناسيا الدنيا بزخارفها فيعيش حياة الروح التي يشعر معها بالهدوء والراحة النفسية والسكينة..
أثرها في سلوكه لم يكتف بالاستماع إليها بل راح يطبقها في حياته وسلوكه حتى صار داعية ملتزما بالحكمة والصبر.
السؤال: استخلص السلوكيات التي يرسخها النص في نفس القارئ.
الجواب :
الحرص على قراءة القرآن وتدبر معانيه.
تعويد الأبناء على الصلاة والعبادة.
الميل إلى التأمل في الكون
الخشوع النام أثناء قراءة القرآن.
وفاء الأبناء لآبائهم واعترافهم بأفضالهم.
السؤال:حدد سلوكا إسلاميا التزمه الكاتب في حياته.
الجواب : قراءة القرآن والاستماع إليه
السؤال: لجأ الكاتب كثيرا إلى استخدام الطباقات والمقابلات. دلل على ذلك مبرزا الدلالات الشعورية والمعنوية.
الجواب :
أنت نور السموات والأرض: طباق بين السموات والأرض ، يُبرز شمول نور الله تعالى أرجاء الكون..
كان صوته على ترتيب عجيب في نغماته: يجمعُ بين قوة الرقة ورقة القوة- مقابلة بين قوة الزقةِ ورفةِ القُوَّة ، تُبرز جمال وروعة صوت القارئ..
ويضطرب اضطرابا زوحانيا كالحزن اعتراة الفرح على فجأة- طباق بين الحزن والفرح ، يُبرز شدة اضطراب صوت القاري.
السؤال:رسم الكاتب مشهد فجر يوم من أيام رمضان في إحدى المساجد بين تلك الملامح ثم بين دلالتها:.
الجواب :
ملامح المشهد: الضوء الخافت- الروحانية والهدوء- صوت القارئ الرخيم- وقار المصلين وخشوعهم وتفاعلهم مع القرآن الكريم الذي يتلى..
الدلالة :يدل هذا المشهد بملامحه على البيئة الايمانية التي أنتجت لنا الكاتب الذي صار فيما بعد داعية وأديبا متمسكا بتعال بتعاليم القرآن الذي سمعها وجعلها منهج حياة.
السؤال:وضح الصور البيانية التالية مبينا أثرها:
كان القلب وهو يتلقى الآيات كقلب الشجرة يتناول الماء ويكسوها منه.
الجواب :تشبيه تمثيلي حيث شبه الكاتب القلب وهو يستمع إلى القرآن بقلب الشجرة التي تأثرت بالماء. وهذا يؤكد أثر القرآن العظيم في نفوس المسلمين.
كانت هذه القناديل والظلام برنج حولها تلوح كأنها شقوق ضئيلة في الجو"
الجواب: تشبيه تمثيلي ، شبه القناديل وسط الظلام بشقوق مضيئة في الجو ؛ وهو يوحي بضعف نور القناديل وبرهبة الجو.
وتلك الشرج ترتعش فيها ارتعاش خواطر الحب
الجواب: تقبيه بليغ حيث شبه ارتعاش الشرج بارتعاش خواطر الحب.
القناديل معلقة كالنجوم في مناطها
الجواب:تشبيه حيث شبه القناديل المغلقة بالنُّجوم في موضع تعليقها من الفلك. مما يوحي بجمال المنظر.
سمعنا القرآن غضا طريا
الجواب: استعارة مكنية توحي بحلاوة وجمال القرآن.
اهتز المكان
الجواب: كناية عن شدة الخشوع
وما كان إلا كالبلبل هزته الطبيعة بأسلوبها في جمال القمر
الجواب:تشبيه حيث شبة صوت قارئ القرآن بالبلبل ؛ لبيان جمال وعذوبة صوته.
ويضطرب اضطرابا روحانيا كالخزن اعتراة الفرح على فجأة.
الجواب: تشبيه تمثيلي حيث شبه الاضطراب الروحاني لصوت القارئ بالحزن الذي يعتريه الفرح.
السؤال: عدد ملامح سمات الكاتب من خلال قراءتك هذا الموضوع:
الجواب:
براعته البيانية والإنشائية ، فقد جمع بين رصانة الصياغة ورحابة الخيال.
أسلوبه الأدبي ، الفريد ، وقالبه اللغوي البديع ، وتشبيهاته النادرة ، ومعانيه العميقة ، ولغته السهلة البسيطة.
الألفاظ الموحية والعبارات الإيمانية..
الاستشهاد بالآيات القرآنية.
الاستعانة بالمواقف التربوية المؤثرة على الآباء والأبناء.
دقة وصفه للأماكن والمشاعر الروحانية.
السؤال:وضح علاقة ما تحته خط بما قبله في الآيات التالية:
الجملة | علاقة ما تحته خط بما قبله |
فلما كنا في جوف الليل الأخير أيقظني أبي للسحور | نتيجة |
كان يعتكف كل سنة عشرة الأيام الأخيرة من شهر رمضان يدخل المسجد فلا يبرحه إلا ليلة العيد. | تأكيد |
وكان صوته على ترتيب عجيب في نغماته يجمع بين قوة الرقة ورقة القوة. | تفصيل |
وقد استبهمت الأشياء في نظر العين ليلبسها الإحساس الروحاني في النفس | تعليل |
وكأنما جاءوه( أي الملائكة) مع الفجر ليتناول النهار من أيديهم | تعليل |
وفي هذا الظلام تنكشف له أعماقه منسكبا فيها روح المسجد فتعتريه حالة روحانية. | نتيجة |
ويتحول بها الكلام الإلهي إلى شيء حقيقي يلمس فيرفض عليها بمثل الندى | نتيجة |
السؤال: ما الأثر الذي تركه القرآن في أسلوب الكاتب ؟
الجواب:منحه عمق التصوير وبراعته وقوة التعبير وجزالة الألفاظ
السؤال: ما سبب خشوع الأديب لقول الله سبحانه وتعالى: ( واصبر وما صبرك إلا بالله)
الجواب:لأن التجاءه إلى الله عندما كان يضيق به أمر كان يقوي عزيمته وبصيره
السؤال: تبدو ملامح الكاتب الشخصية واضحة في هذا النص ، وضح ذلك:
الجواب : متدين - موقر للشعائر والعبادات - محب للقرآن وأهله مقر بفضل أبيه - مدرك لقيمة المسجد في حياة المسلمين. - معتز ببيئته ونشأته الريفية.
الثروة اللغوية
أ-الترادفات
الكلمة | مترادفها | الكلمة | مترادفها |
ينتابون | يقصدون | اعتراه | اصابه |
يرفض | يسيل | يتلألا | يلمع ، يضيء |
استبهمت | استغلق ، استعصى | رخيم | رقيق، جميل ، عذب |
يستكين | يخضع | وادعا | هادئا، مطمئنا |
ب- المفرد و الجمع
الجمع | مفرده | الجمع | مفرده |
الدنى - الدنياوات | الدنيا | القمر | القمري (طائر* |
أجواف | جوف | شعل | شعلة |
الآفاق | الأفق |
السؤال: أكمل الجمل التالية بتصريف مناسب من تصريفات مادة ( أثر)
لتلوث البيئة تأثير كبير على صحة المواطنين..
يهتم هذا الحساب بالأقوال المأثورة...
كان يوسف عليه السلام أثيرا لدى أبيه. ( مفضلا)
الأثرة والأنانية خلفان مذمومان. (الفردية وتفضيل النفس على الغير)
اتصف الأنصار بصفة الإيثار ( تفضيل الغير على النفس)
يهتم السياح بالآثار المصرية القديمة.
تتبع الشرطي أثر اللص.
السؤال:اضبط ما تحته خط ضبطا صحيحا.
كُلُ نفس ذائقة الموت. ( لفظ بفيد الشمول )
كُلّ العامل بعد يوم شاق. ( تعب )
كَلّ بصر العجوز.. ( ضعف)
لا تكن كلّا على أبيك. ( عبئا)
السؤال:وظف الفعل ( برج) في سياقين مختلفين:
ما برح العامل نشيطاً ( استمر نشاطه)
برح الطالب مكانه. ( غادر)
برحت آلام المعدة.
برح المعلم من المهمل. ( غضب)
برح الخفاء ( وضح الأمر)
أسلوب الأمر
الأمر الحقيقي هو: طلب الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام أي أن ينظر إلى نفسه على أنه أعلى منزلة ممن يوجه إليه الأمر..
مثال: قال تعالى وأقيموا الصلاة أتوا الزكاة.
الفعل ( أقيموا) والفعل ( آتوا من أفعال الأمر الحقيقية لأن الغرض هو طلب الفعل على وجه الاستعلاء فهي من الرب للعبد أي من الأعلى للأدنى.
صيغ الأمر للأمر أربع صيغ هي:
1- فعل الأمر: قم للصلاة متى سمعت النداء.
2-المضارع المقرون بلام الأمر: كقوله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت نلاحظ أن الفعل فليعبدوا مع انه مضارع إلا انه يدل على الأمر.
3-اسم فعل الأمر ( حي على الصلاة) ( صه يا كثير الكلام).
4- المصدر النائب عن فعل الأمر كقوله تعالى وبالوالدين إحسانا أي أحسنوا إلى الوالدين.
أغراض الأمر:
قلنا إن الأمر الحقيقي هو طلب الفعل على وجه الاستعلاء ولكن قد يكون الأمر لأغراض أخرى غير الطلب الحقيقي ، وهذه الأغراض نستطيع أن نلتمسها من خلال سياق الكلام.
ومن هذه الأغراض:
أ- الدعاء: إذا كان الأمر موجها من العبد لربه ، كقوله تعالى:" ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا.
(اغفر وكفر): فعلا أمر. وهذا الكلام موجه من العبد للرب ولا يمكن أن يكون أمرا حقيقيا فهو دعاء.
وكذلك إذا كان من أحد الرعية أو من أحد الشعراء للحاكم ، مثل قول المتنبي لسيف الدولة:
أزل حمد الحساد عني بكبتهم فأنت الذي صيرتهم لي حسدا.
ب- النصح: عندما تكون هناك فائدة تعود على المتلقي كقول أب لولده (صاحب الأخيار)- (اطلبوا الحكمة عند الحكماء)
( صاحب) ، ( اطلبوا) فعلا أمر الغرض منهما النصح وكقول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعيد قلوبهم فلطالما استعيد الإنسان إحسان
ج- التخيير: عند تخيير المتلقي بين أمرين لا يمكن الجمع بينهما وغالبا ما نستخدم حرف العطف ( أو)
تزوج بثينة أو أختها الأمر هنا بالزواج غرضه التخيير بين بثينة وبين أختها لأنه لا يمكن الجمع بينهما.
وكقول الشاعر: وعش إما قرين أخ وفي أمين الغيب أو عيش الوحاد
فالشاعر يخيره بين العيش وحيدا أو أن يعيش مخالطا إخوة أوفياء.
د- الإباحة: وتكون بين أمرين يمكن أن يجتمعا معاً. مثل: تزوج بثينة أو ابنة عمها الأمر هنا بالزواج غرضه الإباحة بمعنى أنه يباح له الجمع بين بثينة وبين ابنة عمها.
وعندما يكون الأمر موجها لمن يعتقد عدم الجواز كقوله تعالى:" وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود فأباح الله الأكل والشرب حتى طلوع الفجر
وكقول أبي فراس: فقل ما شئت في فلي لسان مليء بالثناء عليك رطب
فقل: فعل أمر قصد منه الشاعرة إباحة الكلام لسيف الدولة بما شاء مما يخص الشاعر.
هـ- التعجيز: وهو أمر لا يقدر المتلقي على فعله ، ويكون فيه تحد للمخاطب
كقوله تعالى :( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداء كم من دون الله ان كنتم صادقين.)
فقوله تعالى فأتوا وادعوا" يريد الله تعجيز الكافرين فهم لن يستطيعوا أن يأتوا بسورة واحدة مثل سور القرآن الكريم ولن يكون لهم شهداء أبدا من دون الله ومنه أيضا
قول الشاعر: أروني بخيلا طال عمرا بخله وهاتوا كريما مات من كثرة البذل
و- التمني: إذا كان الأمر موجهاً لغير العاقل ، أو للمطالبة بشيء بعيد التحقق.
مثل :ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
و يا نسيم الصبا بلغ تحيتنا من لو على البعد حيا كان يحيينا
وكقولك: ( ألا أيها القمر ابتسم لي)
تدريبات
السؤال: حدد صيغة اسلوب الأمر في كل مثال مما يلي
م | المثال | صيغة الأمر |
1 | اتقوا الله واعبدوه | |
2 | ولتنظر نفس ما قدمت لغد | |
3 | اليك عني | |
4 | صبرا آل ياسر |
السؤال:عبر عن المعاني الآتية بأسلوب أمر مناسب ؟
يقرأ المسلم جزءا من كتاب الله
نجتهد في دراستنا لنحصل على الدرجات العلى
نتجنب دائما أصدقاء السوء.
السؤال:بين الغرض البلاغي للأمر في كل مثال مما يلي:
م | الأمثلة | الغرض البلاغي للأمر |
1 | ربنا آتنا في الدنيا حسنة | |
2 | شاور سواك إن تابتك نائبة *** يوما وإن كنت من أهل المشورات | |
3 | ازل حسد الحصاد عني بكبتهم *** فأنت الذي صيرتهم لي حمدا. | |
4 | يا بني استعد من شرار الناس. | |
5 | وعش إما قرين أخ وفي *** أمين الغيب أو عيش الوحاد. | |
6 | فقل ما شئت في فلي لسان مليء *** بالثناء عليك رطب. | |
7 | أروني بخيلا طال عمرا ببخله***وهاتوا كريما مات من كثرة البذل. | |
8 | قل خيرا أو اسكت.... | |
9 | وكن على حذر تسلم قرب فتى*** القى به الأمن بين اليأس والوجل. | |
10 | يا خليلي خلياني وما بي *** أو أعيدا إلى عهد الشباب. |
السؤال:عين ما جاء على حقيقته وما خرج عنها من صيغ الأمر الآتية ؟
1- أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.... فطالما استعبد الإنسان إحسان.
2-قال تعالى: ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)..
3-فمن شاء فليبخل ومن شاء فليجد...
4- قال تعالى: ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب).
5- قال تعالى: ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة).
6- إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان).
7-( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم).
السؤال: صغ ما يلي في جمل من إنشائك:
1-أمرا غرضه التغيير:
2- أمرا غايته التمني
3-أمرا يفيد الدعاء:
4-أمرا للإباحة:
5- أمرا للنصح:
الحال
تعريفه :اسم نكرة ، منصوب ، يُبين هيئة اسم معرفة قبلة يُسمى صاحب الحال ، وتصلح جوابا لـ لسؤال يبدأ بكيف ؟
مثال: رجع الفريق منتصراً شاهدت الولد باكياً.
حكمه : النصب دائماً
صاحب الحال: هو الاسم الذي تبين الحال هيئته وهو معرفة دائما وصاحب الحال قد يكون:
1-فاعلاً مثل: رجع الغالب سالماً
2-مفعولا به مثل قوله تعالى: ( إِنَّا أَرْسَلْنالك شاهداً)
3-نائبا للفاعل مثل: لخلق الإنسان جهولاً
4- اسما مجرورا مثل: صليت في المسجد مضاء
5- مبتدأ مثل : الثمار ناضجة طيبة المذاق
6-خبر مثل : هذا كتابك مشروحاً
أنواع الحال تنقسم الحال إلى عدة أنواع هي:
1-حال مفردة: وهي ما لا تكون جملة ولا شبه جملة. ركبنا البحر هائجا.
2-حال جملة بنوعيها: اسمية أو فعلية
راقبت الشمس وهي تغيب (الحال هنا جملة اسمية في محل نصب)
شاهدت الطفل يلعب في الحديقة( الحال هنا جملة فعلية في محل نصب)
3-حال شبه جملة بنوعيها الجاز والمجرور أو الظرف والمضاف إليه.
رأيت الطائر في القفص. أعجبني الورد بين الأشجار
ملاحظة
1- إذا جاء الحال جملة فلا بد لها من رابط يربطها بصاحب الحال ، وقد يكون الرابط الواو أو الضمير أو كليهما معاً ، سواة أكانت الجملة اسمية أم فعلية
( يعجبني المعلم شرحه سهل) فالهاء هنا رابط يعود على صاحب الحال وهو المعلم.
( أحسن إلى الفقراء وأنا مسرور ) الرابط هذا هو الواو والضمير
( عاد أحمد يركض ) الرابط هنا ضمير مستتر تقديره هو
2-جملة الحال وشبه الجملة دائما في محل نصب
تدريبات
السؤال: استخرج كل حال مفردة من الأمثلة التالية واضبطها ثم حدد صاحب الحال فيها:
م | المثال | الحال | ضبطه | صاهب الحال |
1 | تنتصب أبراج الكويت شامخة. | |||
2 | ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) | |||
3 | يطوف الحجاج بالبيت ملبيين | |||
4 | عادت الطبيبات من عملهن مرهقات | |||
5 | رجع الفريقان من البطولة فائزين | |||
6 | قرأت القرآن مجودا |
السؤال: استخرج الحال الجملة وبين نوعها ومحلها من الإعراب فيما يأتي:
أ. قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذرَ الْمَوْتِ
الحال: ................. صاحبها: .......................
نوع الحال: ............. محلها من الإعراب: .............
ب. قال تعالى: ( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةِ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)
الحال: ................. صاحبها: .......................
نوع الحال: ............. محلها من الإعراب: .............
ت. سار الجنود يدفعهم أمل في النصر.
الحال: ................. صاحبها: .......................
نوع الحال: ............. محلها من الإعراب: .............
ث. عاد الطفل وقد ملأ الفرح قلبه.
الحال: ................. صاحبها: .......................
نوع الحال: ............. محلها من الإعراب: .............
السؤال: اجعل الحال المفردة جملة فيما يأتي:
دعا العبد ربه ساجدا..
وقفت أمام البحر متأملا..
يسهر العلماء باحثين عن الحقيقة.
تنتصب أبراج الكويت شامخة.
السؤال:اجعل الحال المفردة شبه جملة فيما يأتي:
يعيش المؤمن سعيدا.
تؤدي الطبيبات عملهن مخلصات
استقبل الطالبان العام الدراسي فرحين.
السؤال:اجعل الحال التي تحتها خط فيما يلي حالا مفردة وغير ما يلزم:
وقف المدرس يشرح الدرس.
أقبل الجيش ، وهو منتصر.
صلى المؤمن في خشوع..
انطلق اللص يتسلل في الظلام.
السؤال: صوب الخطأ في كل جملة مما يلي
أقبل الطلاب إلى المدرسة مبتسمون.
عاد أبي من المسجد مشرق وجهه.
تخرج الطيور من أعشاشها جائعة.
خرجت الطالبة من المحاضرة وهي. مبتسمة.
غادرت الأمهات قاعة الحفل فرحات بالتفوق
اشترى الطالبان الكتاب مضطرون.
السؤال:اجعل كل كلمة من الكلمات السابقة حالا في جملة من عندك ؟
( مستعد- متقنة- مخلصات- متفوق)..
1-
2-
3-
4-
وراع صاحب كسرى أن رأى عمرا بين الرعية عطلا وهو راعيها
السؤال: استخرج كل حال وردت في البيت السابق مبينا نوعها
الجواب:
السؤال:أعرب ما تحته خط فيما يلي:
{ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)
ميتا.
{ وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين)
لاعبين
أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن)
صافات
التلخيص
التلخيص: هو اختصار العبارة أو الفقرة المعطاة لك بلغتك الخاصة ، مع المحافظة على الفكرة العامة ، والأفكار الجزئية.
ما خطوات التلخيص.
1- اقرأ العبارة المراد تلخيصها أكثر من مرة ؛ بهدف الفهم الجيد الواعي لها للتمييز بين الأفكار الرئيسة والأفكار الفرعية..
2-حدد الجمل الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها....
3- احذف الجمل الفرعية ، والتفاصيل والأمثلة والشواهد... الخ.
4-أعد صياغة الجمل الأساسية بلغتك الخاصة ، ثم اربط بينها بأدوات الربط المختلفة.
5-. اقرأ التلخيص مرة أخرى بتان ، وأجر التعديلات النهائية عليه.
ما الأمور التي ينبغي مراعاتها في الملخص ؟
ترك مسافة بمقدار كلمة في بداية السطر الأول.
توظيف علامات الترقيم.
تجنب الأخطاء الإملائية والنحوية ، والألفاظ العامية.
الالتزام بعدد الأسطر أو بحجم الملخص المحدد لك.
الاهتمام بالإخراج الغني الجيد للملخص ( حسن) الخط النظافة والترتيب ، عدم الشطب.....
نموذج للتلخيص
السؤال: اقرأ الفقرة التالية ولخصها فيما لا يزيد عن الثلث مراعيا الأسس الفنية للتلخيص:
وذهبت ليلة فبت عند أبي في المسجد ؛ فلما كنا في جوف الليل الأخير أيقظني للسحور ، ثم أمرني فتوضأت لصلاة الفجر وأقبل هو على قراءته ؛ فلما كان السحر الأعلى هتف بالدعاء المأثور: اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ، ولك الحمد ، أنت بهاء السموات والأرض ولك الحمد أنت زين السموات والأرض ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ومن فيهن ومن عليهن أنت الحق ومنك الحق.... إلى آخر الدعاء.
وأقبل الناس ينتابون المسجد ، فانحدرنا من تلك العلية التي يسمونها الدكة ، وجلسنا ننتظر الصلاة ، وكانت المساجد في ذلك العهد تضاء بقناديل الزيت في كل قنديل نبالة يرتعش النور فيها خافتاً ضئيلاً يبص بصيصاً كأنه بعض معاني الضوء لا الضوء نفسه ، فكانت هذه القناديل والظلام برتج حولها تلوح كأنها شقوق مضيئة في الجو ، فلا تكشف الليل ولكن تكشف أسراره الجميلة وتبدو في الظلمة كأنها تفسير ضعيف لمعنى غامض يومي إليه ولا يبينه فما تشعر النفس إلا أن العين تمتد في ضوئها من المنظور إلى غير المنظور كأنها سر يشف عن سرّ
..................................................................................................................…………………………
..................................................................................................................…………………………
..................................................................................................................…………………………
المقال دور المسجد في الإسلام
إن المساجد في ديننا الحنيف لها شأن عظيم ، ولقد أولاها الإسلام أهمية كبيرة ، وورد هذا في العديد من الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية ، والمسجد معلم مرتبط بالإسلام والمسلمين ارتباطاً وثيقاً ، حيث قال الله تعالى مخاطباً المسلمين: ( وأقيموا وُجُوهَكُمْ عِند كل مسجد) وتكمن أهمية المسجد في أمور عديد حيث يعد المسجد المكان الذي يؤذي به المسلمون أهم أركان الإسلام وثانيها ، وهي الصلاة ، فيجتمعون فيه خمس مرات في اليوم والليلة ، ليؤدوا صلاتهم في جماعة كما أمر الله تعالى- ورسوله-صلى الله عليه وسلم ، وهو المكان الذي يقصده من أراد الاعتكاف والتقرب من الله تعالى- ومناجاته والخلق معه. كما يجتمع المسلمون في المساجد ليس للصلاة فحسب ، بل هي أيضاً مكان للتدارس القرآن الكريم وحفظه ، وتعلم علومه ؛ كأحكام التلاوة والتجويد وتفسير القرآن الكريم ، كما تقام فيه الدروس والمواعظ لتذكير المسلمين بالله تعالى وحثهم على الأخلاق الفاضلة والتمثل بها ، فينهل المسلمون من المساجد كل ما ينفعهم في دينهم. ويعتبر المسجد في الاسلام داراً للإفتاء ؛ لأن المساجد لا تخلو من العلماء والفقهاء ومن حلقات العلم ، فيقصدها كل من أراد أن يتعلم شيئاً من الذين وكذلك من التبس عليه حكم في مسألة ما ، أو أراد التفقه وتعلم علوم الشريعة الإسلامية. كما يجتمع الخصوم لحل مشاكلهم في المسجد ، فيسألون شخصاً حكيماً أو إماماً عادلاً فيقضي بينهم بالعدل ، كما كان يفعل رسول الله. صلى الله عليه وسلّم عندما يأتيه خصمان متنازعان فيحكم بينهما ، وكان المسجد مكاناً للتقاضي في زمن النبي- عليه الصلاة والسلام- وفي عهد الخلفاء الراشدين ، لكنه لا يصلح لذلك في زمننا الحالي مع ازدياد أعداد المسلمين ، فخصص للقضاء مكان محدد غير المسجد.
إن المساجد تصقل شخصية المسلمين وتصنع منهم رجالاً حقيقيين ، قلوبهم معلقة بالله تعالى ولا يخافون لومة لائم ، ولكونها المكان الذي يربط الأرض بالشماء فقد كانت منبعاً للثقاة المصلحين ، كيف لا وقد حولت المساجد أهل الجاهلية من جهلة غليظي القلب إلى صحابة كرام حملوا دين الإسلام على عاتقهم ونشروه في شتى بقاع الأرض.
كان المسجد أيضا هو المكان الذي تنطلق منه جيوش المسلمين في الغزوات والحروب كافة منطلقين وفاتحين البلدان ، فكانت بيوت الله-تعالى- هي منبع نشر الإسلام والقضاء على الشرك وتخليص البشرية من الظلم والعبودية. يُعتبر المسجد المكان الذي يقوي الأواصر والروابط بين المسلمين ، ويحقق بينهم المساواة ، فيجتمعون كلهم على اختلاف أعمارهم وأشكالهم وأصولهم ، ويقفون في صف واحد متماسكين ، وتزداد الألفة بينهم وتصفو قلوبهم من البغض والكراهية ، ويتفقد حاضرهم الغائب.
كما تعد المساجد ملجأ لكل ملهوف من الفقراء والمساكين ، فقد كان رسول الله-عليه الصلاة والسلام- يوزع عليهم الأموال والغنائم في المسجد ، كما فعل مع فقراء قوم مضر عندما رأى حالتهم ، فخطب بالمسلمين يحثهم على الصدقة ، ثم أعطاهم ما يكفيهم لسدّ حاجتهم ، كما يفتح المسجد أبوابه للناس في الحروب والكوارث ليلتجنوا فيه ، ومن أجل التطبب والتداوي ، فقد كان سعد بن معاذ رضي الله عنه يمرض في المسجد يوم غزوة الخندق عندما أصيب. ويتضح مما سبق عظمة المساجد وكم لها من الأهمية في ديننا فهل يعود المسجد في عصرنا إلى ما كان عليه من قبل ؟!!!