مقال التوازن بين العمل والعبادة عربي عاشر فصل أول #العشماوي

عرض بكامل الشاشة
مقال التوازن بين العمل والعبادة عربي عاشر فصل أول #العشماوي

مقال التوازن بين العمل والعبادة عربي عاشر فصل أول #العشماوي

مقال منقول: ( التوازن بين العمل والعبادة في الإسلام أساس السعادة في الدنيا والآخرة) 

إن الإسلام بتشريعاته المحكمة والمتوازنة وتعاليمه السمحة دين عبادة وعمل ، ودين نظام وانضباط ، فهو يجمع بين العمل والعبادة في توازن دون تعارض. 

يقول الله سبحانه وتعالى:

" وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا". 

فالإسلام يقوم على صلة العيد بربه وخالقه ، لإحياء روحه وقلبه بأشفة الإيمان ونور اليقين ، ويهتم بعمارة الحياة الدنيا وإصلاحها ، واستخراج الرزق

من ثناياها دون أن يطفى جانب على جانب ، ولكن عند تعارض الأمرين فأمور الدين مقدمة على أمور الدنيا. 

لا شك أن العبادة هي وقود العمل وميزانه ونوره ودستوره القويم الذي لا تزيغ معه الأهواء ولا تشرد به العقول والأفكار ، أو تضل به الدروب. 

وفي السيرة النبوية ما يدل على اقتران العبادة والعمل ، فلا الدين معطل للإنتاج ولا مانع له ، وإذا أردنا أن تستشهد ففي سورة الجمعة وسبب

نزولها ما يدل على أن الدين والعمل أخوان لصيفان ، وقد قال تعالى:" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله". 

إن الغاية بين العمل للدنيا والعمل للاخرة في الإسلام مبنية على توازن يواكب فطرة الإنسان ويحقق رسالته في الحياة ، ويؤكد خلافته الصالحة

فيها دون تفريط في كل ما فيها من رفاهية.

 يقول الله تعالى:" والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما". 

ولم تخل أحاديث النبي- صلى الله عليه وسلم- عن الإشادة بالتوازن بين الدنيا والآخرة والإشادة بالعاملين لكسب قوت يومهم ، فقد قال رسول الله-

صلى الله عليه وسلى:" ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده" 

وعمل الإنسان في معاشه عبادة بشرط أن يكون العمل مشروعا في ديننا ، وأن يؤدى العمل بإتقان ، وألا يشغله عمله الدنيوي عن واجباته الدينية ،

فقد قال الله تعالى:

" يا أيها الذين امنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون". 

فإذا رعى المسلم هذه الأمور كان في سعيه عابدا ، وإن لم يكن في المحراب مبتهلا إلى الله لقد نظم الشرع الحنيف العلاقة بين العمل والعبادة

بكل وضوح حتى لا يطغى جانب على جانب فتفسد حياة الإنسان والناس ، ومتى استطاع الإنسان أن يقوم بهذه الموازنة على أكمل وجه فاز في

الدنيا والآخرة ، فهو من جهة فعل ما يرضي الله تعالى بتطبيق دينه وإقامة حدوده وأداء فروضه ، وهو من جهة أخرى رعى أسرته وقام عليها ،

ولم يقصر في إسعادها ، هذا التوازن تقوى به المجتمعات وتزدهر ، فصلاح المجتمع من صلاح  افراده. 

إن الموازنة بين الدنيا والآخرة سبيل السعادة وطريق الفلاح والعيش السعيد

حل الكتب هنا