مقال مكارم الأخلاق عربي عاشر فصل أول #أ. جعفر القلاف 2023 2024
نموذج لمقال عن مكارم الأخلاق:
الأخلاق هي مجموعة من العادات والسلوكيات والتصرفات والأقوال والأفعال التي تنبع من ذات الإنسان وضميره وقناعاته ؛ فالخير والشر داخل
الإنسان في صراع مستمر فمتى غلب خيزه شره أصبح صاحب خلق عظيم.
وجزء من الأخلاق تكتسب بالتربية الصالحة والاعتياد على سلوك ذوي الأخلاق الحميدة ، وهذا الجزء مسؤولية الآباء نحو أبنائهم ، ويعينهم عليها
المعلمون والمدرسة والمجتمع مكارم الأخلاق هي الدرجة العليا في كل خلق ، فالأمانة خلق كريم ومن اتصف بكمال الأمانة فقد وصل إلى مرحلة
المكارم في هذا الخلق ، ومن الجدير بالذكر هنا أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يعرف بالصادق الأمين ، وقد قال عليه الصلاة والسلام:" إنما
بعثت الأتمم مكارم الأخلاق".
إن مكارم الأخلاق جمعت في الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقد كان قدوة وأسوة حسنة للناس ، ومثالاً يحتذى ، فمن تحلى بخلق الرسول الكريم
فقد تحلى بأجمل الأخلاق وأكملها ، حيث وصفه الله عز وجل بقوله: { وإنك لعلى خلق عظيم.. }وفي هذا المقام يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:"
زانتك في الخلق العظيم شمائل.. يغرى يهن ويولع الكرماء".
ولعل من أبرز هذه المكارم خلق الحياء ؛ وهو الخجل من فعل أو قول كا ما يستقبحه الإنسان ، وكذلك الحياء من الله- سبحانه- والابتعاد عن كل ما
يغضبه ، وأيضاً الحياء من الملكين اللذين يكتبان الأعمال ، والحياء من فعل المعاصي والذنوب والكبائر ، فالحياء هو خلق الإسلام الذي تميز به عن
سائر الأديان السماوية.
وكذلك التسامح والعفو عند المقدرة يعد من أسمى الأخلاق وأفضلها ، فلا ميزة في عفو مع عجز أو ضعف ، إنما العفو عند امتلاك القدرة على
العقاب والثأر ، لكن المؤمن الخلوق يؤثر العفو طمعاً في رضا الله ، والصفح الجميل أن تسامح دون إلحاق ذلك بالمن والتذكير في كل مناسبة ، ومن
أشهر الأمثلة على العفو: تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع كفار قريش يوم فتح مكة.
إن لحسن الخلق مكانة عظيمة عند رب العالمين ، وبها نفرق بين المسلم الحقيقي الملتزم بأوامر الله تعالى ، المجتنب لنواهيه ، وعليه فإن فضل
مكارم الأخلاق يظهر بعدة جوانب أهمها أنها من الأعمال التي تقود العامل بها إلى الجنة ، وهي من مسببات رضا الله ومحبته للعبد.
وفي الختام يجدر بنا إدراك أن وجود الأخلاق سبب في علو الأمم ونهضتها وازدهارها وتقدمها ، فهي دليل على بقاء الحضارات وتقدم شعوبها
ورفعتهم ؛ فيقل معدل الجريمة والانحطاط والاستغلال ، ولا يصعد الأغنياء والأقوياء على حساب الفقراء والضعفاء.