مقال التوازن بين العمل والعبادة في الإسلام عربي عاشر فصل أول #أ. السيد مختار 2023 2024

عرض بكامل الشاشة
مقال التوازن بين العمل والعبادة في الإسلام عربي عاشر فصل أول #أ. السيد مختار 2023 2024

مقال التوازن بين العمل والعبادة في الإسلام عربي عاشر فصل أول #أ. السيد مختار 2023 2024


النموذج النهائي للمقال 

اكتب مقالا مراعيا الأسس الفنية لكتابة المقال حول الموضوع الآتي: 

(التوازن بين العمل والعبادة في الإسلام أساس السعادة في الدنيا والآخرة. )

في البداية نريد أن نؤكد على أن التوازن بين العمل والعبادة في الإسلام أساس السعادة في الدنيا والآخرة ، فما أجمل أن يسعد المسلم في دنياه

وآخرته! ولكن كي نحقق تلك السعادة علينا أن نوازن بين العمل والعبادة ، فماذا نعني بر التوازن بين العمل والعبادة) ؟ وهل يمكن أن يتعارض كل

منهما مع الآخر ؟ وهل حدد الإسلام أوقات للعمل وأوقاتا للعبادة ؟ وكيف نوازن بينهما لتنال السعادة في الدنيا والآخرة ؟ ومتى يجب أن نترك

العمل لأداء العبادات: وهل يمكن أن نترك العيادة لنتوجه إلى العمل والسعي من أجل الرزق كلها تساؤلات تكشف إجاباتها عن عظمة الإسلام

ووسطيته في الموازنة بين العمل والعبادة. 

يرى الكثير من الناس أنه يمكن التعبير عن مفهوم التوازن بين العمل والعبادة في الإسلام يكلمة واحدة الا وهي: الوسطية. فالإسلام دين الوسطية

كما قال تعالى ، (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) ، ومن أشكال الوسطية في الإسلام تحقيق

التوازن بين العمل والعبادة ، وعند تحقيق هذا التوازن ينجح المسلم في دنياه فتنمو تجارته ويزدهر عمله ويزيد ماله ، كما ينجح في أخرته فينال رضا

ربه تعالى ورحمته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم 

ولكن إذا تسائلنا ، كيف يحقق المسلم هذا التوازن في حياته: فإننا نجد الجواب في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم

الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع لكم خير لكم إن كنتم تعلمون ، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله

كثيرا لعلكم تفلحون) ، فالآيتان السابقتان تقرران بما لا يدع مجالا للشك أنه على المسلم أن يتوجه إلى الصلاة متى سمع النداء للصلاة ، وأن يهجر

كل ما يشغله من أدائها حتى وإن كان عملا يسترزق منه ، كما قررت الأيتان أنه على المسلم أن يعود إلى العمل والسعي فور انتهائه من صلاته ،

فلا يرك للراحة في المسجد في غير أوقات العبادة بحجة التعبد والذكر. 

ولذلك وجدنا الإسلام يحدد أوقاتا للعبادة يجب الالتزام بها. فقد قال تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) وقال أيضا ( يا أيها الذين

امنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون).. وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أي العمل

أفضل قال (الصلاة في وقتها) ، أما إذا انتهى المسلم من صلاته فعليه أن يتوجه إلى العمل والكد والسعي وراء الرزاق غير متكاسل أو متهاون ،

فمن غير المقبول أن يترك المسلم الصلاة بحجة العمل ، وليس من المقبول أيضا أن يترك المسلم عمله بحجة التعبد في المسجد: كما سأل عمر بن

الخطاب- رضي الله عنه العابد الناسك الذي يلازم المسجد ولا يغادره: من ينفق عليك ؟ ، قال: أخي فقال عمر: أخوك أفضل منك.

 إن من واجب مؤسسات الدولة أن تتضافر لنشر الوعي بأهمية التوفيق بين العمل والعبادة وترسيخ هذا المفهوم في النفوس عن طريق المسجد

وما يقدمه الأئمة والدعاة من خطب وندوات. وفي المدرسة بما يقدمه المعلم من قدوة لطلابه في احترام الصلاة والالتزام بها ، وتقديس العمل

وعدم إهماله ، كما أن لوسائل الإعلام من صحف وإذاعة وتلفاز الدور القوي في توجيه حياة الفرد والمجتمع إلى إحداث هذا التناغم بين احترام أوقات

الصلاة والحرص على العمل والنجاح في الدنيا والآخرة. 

وأنت أيها المسلم ، عليك أن تدرك أن التوازن بين عملك وعبادتك سبيلك إلى السعادة في الدارين ، فاهتمامك بعملك وتجارتك سر سعادتك في الدنيا

، ولكن حرصت على أداء العبادة في وقتها هو سر سعادتك في الآخرة. فاجتهد حتى تكون من الذين قال الله تعالى فيهم ( رجال لا تلهيهم تجارة

ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ( ۳۷) ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله

يرزق من يشاء بغير حساب ( ۲۸)).

 وختاما نؤكد على أن نجاح المسلم في دنياه وآخرته مرهون بالموازنة بين حاجاته المادية من عمل وتجارة. وحاجاته الروحية من عبادة ونسك ، وأن

عليه ألا يهمل جانبا لحساب الآخر ، وأن يسير على هدى القرآن وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر ، وأن على مؤسسات الدولة

جميعها أن تتكاتف لنشر الوعي بين أفراد المجتمع بخطورة إهمال العبادة بحجة العمل ، أو التخاذل في العمل 

بحجة العبادة ، فلا إفراط ، ولا تفريط.
 

حل الكتب هنا