نصوص استماع عربي سادس متوسط ف1

عرض بكامل الشاشة

البيانات

نصوص استماع عربي سادس متوسط ف1

نصوص استماع عربي سادس متوسط ف1

وصية أب

2-1+1-1

لما احتضر ذو الإصبع دعا ابنه أُسَيْداً، فقال له : يا بني ، إِنَّ أَباكَ قد فني وهو حي ، وعاش حتى سَنمَ العَيْش ، وإنّي موصيك بما إن حفظته بلغت في

قومك ما بلَغْتُهُ ، فاحفظ عني: الن جانبك لقومك يحبوك ، وتواضع لهم يرفعوك، وابسط لهم وجهك يُطيعوك، ولا تستأثر عليهم بشيء يسودوك،

وأكرم صغارَهُم كما تُكرم كبارهم، ويكبر على مودتك صغارهم، واسمح بمالك، وأكرم ضيفك.


افتح بابك واستعد

١-٤

ما أكثر المخدوعين الذين يُردّدون أنَّ ضَرَباتِ الحَقِّ هي التي تَحْكُمُ دُنْيا الناس ، ويشيرون لك بأصابع واثقة إلى هذا أو ذاك مِمَّنْ أَنْعَمَ الله عليهم من

فضله ، ويُقسمون بأغلظ الأيمان أنه لولا الحظ الأغمى ما كان لهؤلاء أن يكونوا شَيْئاً مذكورا . ولا يَرُونَ أَنَّ الرِّزْقَ عَطاء الله الذي يُعْطِيهِ مَنْ يَشَاء ،

فالله جلا وعلا يُعْطِي جَمِيعَ خَلْقِهِ مَا يَقْدِرُهُ لَهُم بِحِكْمَتِهِ فحاشاة جَل اسْمُهُ عمَّا يظنُّه الظانونَ ظَنَّ السوء في حِكْمَتِه ، فتدبيرة سُبحانهُ هُوَ العَدَلُ ،

بيدَ أَنَّ العَدِلَ لِلكسالى ليس بالأمر المُحبَّب ! هذا شيء في غاية الأهمية، وهو أنَّ التوفيق أو الحظ كما يَخْلُو لِلْبَعضِ أَنْ يُسَميهِ . لَا يَأْتي إلا لأشخاص

لهم سمات معينة ، ولك المثال :

لاعب الكرة الذي يُحْرِزُ هَدفاً لا بُدَّ أنْ يركض سريعاً لكن ليس كُلُّ مَنْ يَركُض سريعاً سَيُحرز هدفاً ! ومندوب المبيعاتِ الذي باع كُلَّ ما يَحْمِلُهُ مِنْ مُنتَجات

طرق الكثير من الأبواب ، وليس كُلُّ مَنْ طَرَقَ الأبوابَ بَاعَ كُلَّ ما يريد! والطالب الذي نال المركز الأول على دفعته ذاكر كثيراً وليس كُلُّ مَنْ ذاكر أصبح

في المركز الأول ! ما الذي أغنيه من تلك الأمثلة ؟ أغني أننا يجب أن نفعل كل ما لدينا ، وتبذل الجهد كاملا، ثُمَّ تَنْتَظِرُ توفيق اللَّهِ ، الذي رُبَّمَا يَدفَعْنَا

للأمامِ خُطوات إضافية، وفي المثلِ الصيني قيلَ : " إِنَّ اللهَ يُعطي لكل طائِرٍ نَصيبَهُ مِنَ القمح ، لَكنَّه لا يُلْقِيهِ لَهُ فِي العُيْنِ " أي يجب أن يطير الطائِرُ

إلى أبعد مسافة ممكنة، كما يجب أن يذهب الطامِحُ مِنَّا إلى آخرِ الحُدودِ التي يُمكِنُ أَنْ يَجدَ عِندَها حُلْمَهُ وهَدَقَهُ ، بَعدَها يَتَوَقَّف تماماً راضياً عما كتبه

الله له ، مُمْتَنا بفضل الله عليه، طامحاً في المزيد من فضله وجوده، لكن قَبْلَ أَنْ يَبْدَل جَهْدَهُ لا يَجِبُ أبدأ أنْ يَتَجَرَّأ ويطلبَ شَيْئاً .

التوفيق دائما يأتي لأصحاب الصفوف الأمامية ، نادراً ما يُخالف طبيعته ويُحالف الحامل أو الكسول، والتوفيق يأتينا كثيراً ويَطْرُقُ الأبواب ، لكن

معظمنا لا يكون مستعداً لفتح الباب ؛ وذلك لأنَّنا في الغالِبِ لا نكونُ مُنتبهين أَوْ مُتَيَقِظين ، فَيَسْتَقْبِلُهُ مِن يَسْتَحِقُ، وحينها ترقبه جميعاً بغيرَةٍ ؛

ظَانين أن الحظ قَدْ أُلْقِي عَلَيْهِ بِالْفَضْلِ كُلَّه !! وَلَيْسَ فِي الأمر ثمة خط أوْ مُحاباة ، إنَّه التوفيق والفضلُ الإلهي ، يُغطيه الله لِمَنْ يَسْتَحِق مِن عِبادِه،

وبحكمته جل تدبيره.


إخوة

١-٤

إنَّ الإسلام دين يدعو إلى حُسْنِ الظَّنّ بالناس والابتعاد كل البعد عن سوء الظن بهم؛ لأن سرائرَ النَّاسِ لا يعلمها إلا الله تعالى وحده، قال تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنَ إِنَّ بَعْضَ الظَّنّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فكر هتُمُوهُ

وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } [الحجرات: 12].فسوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات ، وتقطع الصلات، والإمام الغزالي - رحمه الله - قال

كلاما نفيسا : اعلم أن سوء الظن حرام مثل سوء القول فكما يَحْرُمُ عليك أن تُحدث غيرك بمساوي الغير، فليس لك أن تحدث نفسك وتسيء الظن

بأخيك، وسبب تحريم سوء الظن أن أسرار القلوب لا يعلمها إلا علام الغيوب، فليس لك أن تعتقد في غيرك سوءًا إلا إذا انكشف لك دليل قاطع لا

يقبل التشكيك، فعند ذلك يكون أمرة حقيقة لا تجعلك تقع في سوء الظن.

وليس أريخ لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعدُ لنفسه من حُسن الظن فيهِ يَسلَّمُ من أذى الأفكار المُشكلة التي تؤذي النفس، وتُكَذِرُ البال وتُتعب

الجسد. إن حُسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاً ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله - صلى

الله عليه وسلم - : "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد

الله إخوانا...". وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المُشرقة فَإِنَّ أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا التفريق بينهم؛ لأنَّ القلوب متألفة

، والنفوس صافية.


الشجرة والإخوة الثلاث

كان لرجل أربعة من الأبناء أراد أن بعلمهم درساً في الحياة؛ لذا أرسلهم إلى مكانٍ حيث توجد شجرة كبيرة وطلب من كل منْهُم أنْ يصف الشجرةَ لَهُ،

فَذَهَبَ الابْنُ الْأَكْبَرُ في فَضْلِ الخريف وَذَهَبَ الابن الثاني في فصل الشتاء والثالثُ في الربيع والأصْغَرُ في الصيف. وعندما عادوا من رِحْلَتِهم البعيدة

جمعهم معاً وطلب من كل واحدٍ مِنْهُم أنْ يصف ما رآه : فقال الأول : إنَّها شجرة مريضة وتدعو للكآبة.

وقال الثاني : إنها قبيحة وجافة.

وتعجب الابن الثالث قائلاً إنَّها كانت مورقَةً وخَضراء مُعْطاةً بِوُرودِ ذاتِ رائحة زكيَّةٍ ، وتبدو غايَةً فِي الرَّوْعَةِ والجمال، وأنْهَى الابن الأصْغَرُ الكلامَ مُعَلَّقاً

أَنَّهَا كَانَت مَلِينَةً بِالثَّمَارِ وتَتَمَتَّعُ بجمالها وقُوَّتِها.

شرَحَ الأَبُ مُفْسِراً كلامهم جميعاً أنَّهُ صحيح لأنَّ كُلاً مِنْهُم ذَهَبَ إِلَى الشَّجَرَةِ فِي مَوْسِمٍ مُخْتَلِف ، فاخْتَلَفَ ما رآه عليها عَمَّا رَآهُ إخْوَتُه؛ لذا لا يَجِبُ أنْ

تَحْكُمَ على شَجَرَةٍ أو شَخْصٍ منْ مَوْقِفِ بِعَيْنِه ولا تترك الألم الذي يحدث لك في فترةٍ مُعَيَّنَةٍ يَجْعَلُكَ تَخْسَرُ الفَرَحَ فِي أَيامٍ أخرى.


بائعة اللبن

6-1

كان بعض بائعي اللبن يخلط اللبن بالماء، واشتكى المسلمون من ذلك، فأَرْسَلَ الخليفة أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب  رضي الله عنه أحد رجاله يُنادي

في بائعي اللبن بعدم الغش، فدخل المنادي إلى السوق و نادى : يا بائعي اللبن لا تَشْوبُوا اللبن بالماء ، فتغشوا المسلمين، وإنَّ مِنْ يفعل ذلك؛

فسوف يعاقبة أمير المؤمنين عقابًا شديدًا. وذات ليلةٍ خَرجَ عُمرُ بن الخطاب مع خادمه أسلم ليتفقد أحوال المسلمين في جوف الليل، وفي أحد الطرق

استراح من التجوال بجانب جدار ، فإذا به يسمع امرأةً تَقولُ: قومي إلى ذلك اللبن فامذقية (اخلطيه) بالماء. فقالت الابنة: يا أمتاه، وما علمتِ ما كان

من عَزْمَةِ أمير المؤمنين اليوم؟ قالتْ الأم : وما كان من عزمته؟ قالت: إنه أمر مُناديًا فنادى : لا يُشابُ اللبن بالماء ، فقالت الأم يا ابنتاه، قومي إلى

اللبن فامذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك فيه عُمر، ولا مُنادي عمر.

فقالت الصبية : والله ما كُنتُ لأطيعه في المَلأ وأعصية في الخلاء، إن كان عمرُ لا يَرانا، فربُّ أمير المؤمنين يرانا، فلما سمع عمر بن الخطاب ذلك، أعجب

بالفتاة لوزعها ومراقبتها الله ربّ العالمين. وقال: «يا أسلم علم الباب واعرف الموضع . ثم مضى. فلما أصبح قال: «يا أسلم ، امض إلى الموضع فانظر

من القائلة ؟ ومن المقول لها ؟ وهل لهما من بعل ؟ » ، فذهب أسلم إلى المكان، فوجد امرأة عجوزا، وابنتها أم عمارة، وعلم أن ليس لهما رجلٌ ،

ثم عاد فأخبر عُمرَ ، فَدَعا عُمرُ أولاده، فقال: هل فيكُم مَنْ يحتاج إلى امرأةٍ أزوجَهُ، ولؤ كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقة منكم أحد إلى هذه

الجارية ، فقال عبد الله بن عمر : لي زوجةً. وقال أخوه عبد الرحمن لي زوجةً. وقال عاصم: يا أبتاه لا زوجة لي فزوجني. فبعث إلى الجارية فزوجها من

عاصم ، فولدت لعاصم بنتا، ولدت هذه البنت ابنة صارَتْ أَمَّا لعمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد 
 

شارك الملف

آخر الملفات المضافة

حل الكتب هنا