نصوص الاستماع عربي سادس متوسط ف1 #أ. صالح أمين
وصية أب
1-1
لما احتُضِرَ ذو الإِصْبَعِ دعا ابنَهُ أُسَيْداً، فقال له : يا بني ، إِنَّ أَباكَ قد فَنِي وهو حي ، وعاش حتى سَنمَ العَيْش ، وإنّي موصيك بما إن حفظتَهُ بَلَغْتَ في
قومِكَ ما بَلَغْتُهُ ، فاحفظ عنِّي :
أَلِنْ جَانِبَكَ لقَوْمِكَ يحبّوكَ ، وتواضع لهم يرفعوك ، وابسط لهم وجَهَكَ يُطيعوكَ، ولا تَسْتأثر علَيْهم بشيء يسودوك ، وأكرم صِغارَهُم كَمَا تُكرِمُ
كِبارَهُم، ويَكْبُرُ على موديـك صغارُهُم ، واسمح بمالِكَ، وَأَكْرِم ضيْفَكَ.
الشجرة والإخوة الثلاث
6-1
كان لرجل أربعة من الأبناء أراد أن يعلمهم درساً في الحياة؛ لذا أرسلهم إلى مكان حيث توجد شجرة كبيرة وطلب من كل منهم أن يصف الشجرة لَهُ،
فَذَهَبَ الابْنُ الْأَكْبَرُ في فصل الخريف وَذَهَبَ الابن الثاني في فصل الشتاء والثالث في الربيع والأصغر في الصيف. وعندما عادوا من رحلتهم البعيدة
جمعهم معاً وطلب من كل واحدٍ مِنْهُم أن يصف ما رآه : فقال الأول : إنَّها شجرة مريضة وتدعو للكآبة.
وقال الثاني : إنها قبيحة وجافة.
وتعجب الابن الثالث قائِلاً إِنَّها كانت مورقَةً وخضراء مغطاة بؤرود ذات رائحة زكية ، وتَبْدو غايَةً فِي الزَّوْعَةِ والجَمالِ، وأنهى الابن الأصْغَرُ الكلام مُعَلَّقاً
أَنَّهَا كَانَت مَلِينَةٌ بِالثَّمَارِ وتتمتع بجمالها وقُوَّتِها.
شرح الأبُ مُقْسِراً كلامهم جميعاً أنه صحيح لأن كلاً مِنْهُم ذَهَبَ إلى الشجرةِ في مَوْسِمٍ مُخْتَلِفِ ، فاختلف ما رأه عليها عَمَّا رآهُ إخْوَتُه؛ لذا لا يَجِبُ أنْ
تَحْكُم على شَجَرَةٍ أو شخص من مؤقف بعينه ولا تترك الألم الذي يحدث لك في فترة معينةٍ يَجْعَلُكَ تَخْسَرُ الفَرَحَ فِي أَيامٍ
أخرى.
افتح بابك واستعد
4-1
ما أكثر المخدوعين الذين يرتدون أن ضربات الحظ هي التي تم دنيا الناس ، ويشيرون لك بأصابع واثقة إلى هذا أو ذالك مِمَّن أنعم الله عليهم من
فضله ، ويقيمون بأغلظ الأيمان الله لولا الخط الأغمى ما كان لهؤلاء أن يكونوا شيئًا مذكورا . ولا يرون أن الرّزق غطاء الله الذي يُغطيهِ مَنْ يَشاء ،
فالله جلا وعلا يُغطي جميعَ خَلْقِهِ مَا يَقْدِرُهُ لَهُم بِحِكْمَتِهِ فحاشاة جل اسمه عما يظله القانون ظن السوء في جكميه ، فتدبيرة بحاله هو العدل، بيد أن العدل الكسالى ليس بالأمر المختب ! هذا شيء في غاية الأهمية، وهو أن التوفيق أو الحظ كما يحلو للبعض أن يُسميه - لا يَأْتي إلا الأشخاص
لهم سمات معينة ، ولك المثال :
لاعب الكرة الذي يُحرز هدفا لا بد أن يركض سريعاً لكن ليس كل من يركض سريعاً سَيُحرز هدفا ! ومندوب المبيعات الذي باع كل ما يحمله من منتجات
طرق الكثير من الأبواب، وليمن كل من طرق الأبواب باع كل ما يريد! والطالب الذي نال المركز الأول على نفعته ذاكر كثيراً وليس كل من ذاكر أصبح
في المركز الأول ! ما الذي أغنيه من تلك الأمثلة ؟ أغنى أننا يجب أن تفعل كل ما لدينا ، ونبذل الجهد كاملا، ثم تنتظر توفيق اللَّهِ ، الَّذِي رُبَّما يَدفَعْنَا
للأمام خطوات إضافية، وفي المثل الصيني قيل : " إن الله يعطي لكل طائر نصيبة من القمح ، لكنه لا يُلْقِيهِ لَهُ فِي العَيْن " أي يجب أن يطير الطائرُ
إلى أبعد مسافة ممكنة، كما يجب أن يذهب الطابخ منا إلى آخر الحدود التي يُمكِنُ أَنْ يَجدَ عندها حُلُمَهُ وهَدَقة ، بعدها يتوقف تماماً راضياً عما كتبه
الله له ، ممتناً لفضل الله عليه طابعاً في المزيد من فضله وجوده، لكن قبل أن يتذل جهدة لا يجب أبداً أن يتجرأ ويطلب شيئاً
التوفيق دائما يأتي لأصحاب الصفوف الأمامية ، نادراً ما يُخالف طبيعته ويُحالف الحامل أو الكسول، والتوفيق يأتينا كثيرا ويطرق الأبواب، لكن
معظمنا لا يكون مستعداً لفتح الباب ، وذلك لألنا في الغالب لا تكون منتبهين أو مُنيَقظين ، فَيَسْتَقْبلة من يستحق، وحينها ترقبة جميعاً بغيرة ؛
ظانين أن الحظ قد ألقى عَلَيْهِ بِالفَضلِ كُلَّه !! وَلَيْسَ فِي الأمر ثمَّةَ حَظٍّ أَوْ مُحاباة ، إله التوفيق والفضل الإلهي ، يُعْطِيهِ اللهُ لِمَنْ يَسْتَحِق مِن عباده،
وبحكمته جل تدبيره
أخوة
4-1
إن الإسلام دين يدعو إلى حُسن الظن بالناس والابتعاد كل البعد عن سوء الظن بهم؛ لأنَّ سرائرَ النَّاسِ لا يعلمها إلا الله تعالى وحده، قال تعالى :
و يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظن إن بَعْض الظن إنَّمُ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكر هتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوابَ رَحِيمٌ) (الحجرات: 12]. فسوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات ، وتقطع الصلات، والإمام الغزالي - رحمه الله - قال كلاما
نفيسا : "اعلم أن سوء الظن حرام مثل سوء القول فكما يَحْرُ عليك أن تحدث غيرك بمساوي الغير، فليس لك أن تحدث نفسك وتسيء الظن بأخيك،
وسبب تحريم سوء الظن أن أسرار القلوب لا يعلمها إلا علام الغيوب، فليس لك أن تعتقد في غيرك سوةا إلا إذا انكشف لك دليل قاطع لا يقبل
التشكيك، فعند ذلك يكون أمرة حقيقة لا تجعلك تقع في سوء الظن
وليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حُسن الظن فيه يسلم من أذى الأفكار المشكلة التي تؤذي النفس وتكتر البال وتتعب
الجسد إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلا ولا حقدا، امتثالاً لقوله - صلى
الله عليه وسلم - : "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد
الله إخوانا ..... وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدا، ولن يستطيعوا التفريق بينهم؛ لأن القلوب متالفة
، والنفوس صافية.
الوالدان في القرآن
1.1
قال تعالى : " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لهُمَا أُفٍ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ هُمَا قَوْلًا
كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ
لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) " .
بائِعَةُ اللَّبَنِ
6-1
كان بعض بائعي اللبن يخلط اللبن بالماء، واشتكى المسلمون من ذلك، فأرسل الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد رجالِهِ يُنادي
في بائعي اللبن بعدم الغش، فدخل المنادي إلى الشوق و نادى : يا بائعي اللبن لا تشوبوا اللبن بالماء ، فتغشوا المسلمين، وإن من يفعل ذلك؛
فسوف يعافية أمير المؤمنين عقابًا شديدًا. وذات ليلة خرج عمر بن الخطاب مع خادمه أسلم ليتفقد أحوال المسلمين في جوف الليل، وفي أحد الطرق
استراح من التجوال بجانب جدار، فإذا به يسمع امرأة تقول: قومي إلى ذلك اللبن فامذقية (اخلطيه) بالماء. فقالت الابنة: يا أمتاه، وما علمت ما كان
من عزمة أمير المؤمنين اليوم؟ قالت الأم : وما كان من عزمته؟ قالت: إنه أمر مُناديًا فنادى : لا يُشاب اللبن بالماء ، فقالت الأم يا ابنتاه قومي إلى
اللبن فالذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك فيه عمر، ولا مُنادي .عمر. فقالت الصبية : والله ما كنت لأطيعة في الملا وأعصية في الخلاء، إن كان
عمر لا يرانا، فرب أمير المؤمنين يرانا، فلما سمع عمر بن الخطاب ذلك، أعجب بالفتاة لوزعها ومراقبتها لله رب العالمين. وقال: «يا أسلم، علم الباب
واعرف الموضع » ثم مضى. فلما أصبح قال: يا أسلم ، امض إلى الموضع فانظرُ من القائلة ؟ ومن المقول لها ؟ وهل لهما من بعل؟ » ، فذهب أسلم
إلى المكان، فوجد امرأة عجوزا، وابنتها أم عمارة، وعلم أن ليس لهما رجلٌ ، ثم عاد فأخبر عُمر ، فدعا عمرُ أولاده، فقال: هل فيكُم مَنْ يحتاج إلى
امرأةٍ أزوجه، ولو كان بأبيكُم حركة إلى النساء ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية ، فقال عبد الله بن عمر لي زوجةً. وقال أخوه عبد الرحمن لي
زوجة. وقال عاصم: يا أبتاه لا زوجة لي فزوجني فبعث إلى الجارية فزوجها من عاصم، فولدت لعاصم بنتا، ولدت هذه البنت ابنة صارَتْ أَمَّا لعمر بن عبد
العزيز الخليفة الراشد.